مقال : كتب عبدالحفيظ محمود
_________________
..لم يكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل والأنبياء عليهم السلام...حتي يتجاهلوا حقه ، فمحمد جاء رحمة للعالمين . كما في قوله تعالى " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ": رحمة لكافة العوالم عالم الإنسان والجان والحيوان والجماد ، فلقد ضرب المثل الأعلى للإنسانية جمعاء في الرحمة، منها لما نزل الوحي الإلهي عليه للمرة الأولى في الغار جاء مضطرباً من هول ما رأي وقال : " لقد خشيت على نفسي ياخديجة ".
قالت "كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتَقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"؛ أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم.
- هكذا تصفه السيدة خديجة رضي الله عنها قبل مجيء الرسالة، كما كان أهل مكة يلقبونه في الجاهلية بالصادق الأمين لصدقه وأمانته .
- وأهل مكة لما حاربوه بما جاء من الهدي كان يقول : "اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون ".
- وأهل الطائف حين أدموا قدمه الشريفة لإعتراضهم علي دينه الجديد كما يزعمون لم يدع عليهم بل قال : " عسي أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ".
- كذلك موقفه العظيم يوم فتح مكة قال لآل قريش : "ماتظنون أني فاعل بكم ".
قالوا :"أخ كريم وابن أخ كريم ".
قال :"أقول لكم ما قاله يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، اذهبوا فأنتم الطلقاء ".
هذا موقفه مع خصومه.
- ولقد جاء إليه أعرابي فنظر إلي النبي فهابه، فهدأ من روعه وقال في تواضع :
" إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"
والقديد : أي اللحم المقدد.
- في الصلاة يقول : "إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ ، فَلْيُخَفِّفْ ، فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ ، وَالْكَبِيرَ ، وَالضَّعِيفَ ، وَالْمَرِيضَ ، فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ."
- وحديثه مع الصبي"أبا عمير" وسؤاله عن طائره" النغير" قائلا :" ماذا فعل النغير يا أبا عمير "
قال:مريض يارسول الله،فلما كان اليوم الثاني سأله مثلما أمس
فأجاب بحزن : مات يارسول الله. فحزن لحزنه.
- وعن النساء كان يقول:
- "رفقا بالقوارير "
- " استوصوا بالنساء خيراً"
- " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة".
هذا حاله مع عالم الإنسان .فكيف بالعوالم الأخرى ارتقب معي :
_ في عالم الجن ، لما جاء من رحلة الطائف حزين الفؤاد، مر بوادي نخلة وقرأ ماتيسر من القرآن فسمعت الجن بمقالته وعلمت أنه الحق فذهبوا إلي قومهم مدبرين :
"
-قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30)يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(31)وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(32)
فهم يصفون الرسالة بأنها هداية وصاحبها رحمة واتباعه مغفرة واجارة من العذاب.
- وفي عالم الجماد يقول الذي لاينطق عن الهوي : " أعرف حجراً بمكة كان يسلم علي"
- وعن جبل أحد يقول :"أحد جبل يحبنا ونحبه " فهو يعلم أن للجماد روح.
وهذا علي سبيل العلم لا الحصر .
-كما كان يربط رسالته بمن مضي من الأنبياء فيقول :
" أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسي".
- ولما سأل اليهود بالمدينة المنورة عن صيام يوم عاشوراء
قالوا:ذلك يوم نجى الله موسى من فرعون"
فقال:"نحن أولى بموسى منكم ". وأمر بصيامه وزاد يوم تاسوعاء.
- كما قال عليه الصلاة والسلام عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام :
"أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي".
- هكذا كانت رسالته التي يخرج من نفحاتها الرحمة والاخلاق الحميدة والمثل العليا والتي كانت نبراسا يهتدى به في سبل العوالم المظلمة..
فهلا اقتدينا!!
- كما أشار الهدي النبوي الشريف أن :"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.."
كما قال :"لكم دينكم ولي دين".
-وعلى هذا فنقول لمن لم يكن الإسلام دينه ،ولا القرآن والسنة النبوية دستوره في حياته :
" تعالوا إلى كلمة سواء"
فهيا نحترم بعضنا البعض ،ويحفظ بعضنا الآخر ،ونجعل السلام أنشودة الحياة التي من أجلها نعيش ..فمن رأى غير ذلك فليفعل كمن أنشد علي لسان المسيحية السمحاء:
أصلي لموسى ، وأعشق عيسى ..
......وأتلو السلام على أحمد .
فهلا تلوتم السلام على أحمد!!!