كتبت : جيهان الجارحي
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة أحداثا وتطورات ساخنة ، على خلفية اقتحام مبنى الكونجرس ، وحدوث اشتباكات ضارية بين عناصر الشرطة ومؤيدي الرئيس دونالد ترامب ، الأمر الذي نجم عنه وفاة أحد عناصر شرطة الكابيتول متأثرا بإصابته أثناء الاشتباكات ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا أحداث الشغب إلى 5 وفيات ، بالإضافة إلى عشرات الإصابات .وعلى أثر تلك الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة واشنطن اتسعت قائمة الاستقالات لتشمل وزيرة النقل إيلين تشاو ، ووزيرة التعليم يتسي ديفوس ، كما شرع 4 من كبار المستشارين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بتقديم استقالتهم من مناصبهم ، في الوقت الذي يدرس فيه المُدعي العام الأمريكي توجيه التهم إلى ترامب الذي سيغادر البيت الأبيض في ال 20 من يناير الجاري .الغريب في الأمر أن الرئيس ترامب لم يعبأ قط بالضحايا الخمس الذين لقوا مصرعهم بسبب حثه لمناصريه على اقتحام الكونغرس في اللحظات التي يتم فيها التصديق على فوز بايدن !الغريب في الأمر كذلك هو ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين ، فقد فاجأ ترامب الجميع بتنصله من مسئولية تحريك الحشود من أنصاره ومؤيديه إلى مبنى الكابيتول ، في أول ظهور له بعد أحداث الكونجرس ، حيث أدان أعمال العنف التي حدثت، قائلا : «إلى مَن ارتكبوا أعمال عنف أو تدمير ، أنتم لا تمثّلون بلدنا.. ولمن خالفوا القانون ، ستدفعون الثمن».وفي خضم تلك الأحداث الساخنة لم ينسَ ترامب سلسلة العقوبات الجديدة التي فرضها على الدولة الإيرانية في أيامه الأخيرة ، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" زيادة العقوبات على قطاع المعادن الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية، وذلك بعد فرض عقوبات جديدة على كِيانات داخل إيران بسبب أنشطة تتعلق بانتشار الأسلحة التقليدية في الشرق الأوسط ، حيث تساهم تلك الأنشطة بدورها في تصنيع معدات عسكرية لكل من الجيش والحرس الثوري الإيراني على حد تعبيره . ومن ناحيةٍ أخرى ، أعلن بومبيو عن استهداف شركات مقرها إيران والصين والإمارات ، مُتهما إياها باللجوء إلى قطاع النقل البحري الإيراني المُدرج مسبقا على قائمة العقوبات الأميركيةوفي الأيام الماضية ، أعلنت واشنطن سلسلة عقوبات على قادة ميليشيا الحشد الشعبي في العراق الموالية لإيران .وفي الـ5 من يناير الجاري، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قطاع الصلب الإيراني ، كما أضافت على القائمة السوداء أسماء أكثر من عشرة كيانات وأحد الأفراد.وعرض وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو ، مجموعة من الأدلة التي تؤكد العلاقة الوطيدة بين إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي الذي شن عدة هجمات في كثير من دول العالم.إن الولايات المتحدة لا تدخر جهدا في العمل مع شركائها في المجتمع الدولي للضغط على النظام الإيراني لتغيير سلوكه ،وتلك العقوبات الأخيرة ما هي إلا رسالة تفيد بأن دونالد ترامب سيشدد من حملة "الضغوط القصوى" ضد طهران في الأيام الأخيرة من ولايته.إن الاتحاد الأوروبي قلق جرّاء عدم التزام إيران ببنود بالاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 وتنصلت منه الولايات المتحدة في مايو 2018 بشكل أحادي ، وبالتحديد دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، حيث تعلق تلك الدول على كون الاتفاق النووي المُبرم يُلزم إيران بعدم استخدام معدن اليورانيوم لمدة 15 عاما ، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران عن تطوير الوقود باستخدام معدن اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية ، بينما ترى تلك الدول الثلاث أن معدن اليورانيوم لا يُستخدم في الاغراض المدنية ، بل في أغراض عسكرية خطيرة .ولنا أن نتساءل : هل سيفرض مجلس الشيوخ أو البرلمان الأمريكي عقوبات على ترامب ومحاكمته جرّاء أعمال الشغب التي تسبب فيها من اقتحام الكونغرس وإصابة العشرات وموت خمسة أفراد من ضمنهم ضابط شرطة ؟! أم أن ترامب هو وحده الذي يفرض عقوبات وفي منأى عن المُساءلة والتحقيق ؟!لقد غضب ترامب من نائبه "مايك بنس" لأنه فشل في وقف التصديق على فوز بايدن في البيت الأبيض ، في الوقت الذي يرى فيه بنس وغيره من الأعضاء في مجلس النواب وعلى رأسهم نانسي بيلوسي بضرورة اللجوء إلى تعديل المادة 25 من الدستور والتي تقضي بضرورة عزل ترامب على خلفية حنثه باليمين الذي أقسمه وانتهاكه للدستور الأمريكي .لا مناص أن هذه العقوبات الجديدة سوف تلقي بظلالها على الرئيس الأميركي ال 46 المنتخب جو بايدن ، فهو يريد العودة إلى الاتفاق النووي المُوقَّع عام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني ، وكذلك يبغي رفع العقوبات عن إيران ، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات جمة وضعها أمامه دونالد ترامب الذي انتهج سياسة صارمة تجاه إيران منذ توليه الرئاسة عام 2017 ، وتسبب في تشويه صورة الولايات المتحدة أمام العالم بانتهاكه للدستور وحقوق الإنسان ، في مهزلة كبرى لدولة عظمى تدَّعي أنها الراعية الأولى للديمقراطية وحقوق الإنسان !
كتبت : جيهان الجارحي
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة أحداثا وتطورات ساخنة ، على خلفية اقتحام مبنى الكونجرس ، وحدوث اشتباكات ضارية بين عناصر الشرطة ومؤيدي الرئيس دونالد ترامب ، الأمر الذي نجم عنه وفاة أحد عناصر شرطة الكابيتول متأثرا بإصابته أثناء الاشتباكات ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا أحداث الشغب إلى 5 وفيات ، بالإضافة إلى عشرات الإصابات .
وعلى أثر تلك الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة واشنطن اتسعت قائمة الاستقالات لتشمل وزيرة النقل إيلين تشاو ، ووزيرة التعليم يتسي ديفوس ، كما شرع 4 من كبار المستشارين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بتقديم استقالتهم من مناصبهم ، في الوقت الذي يدرس فيه المُدعي العام الأمريكي توجيه التهم إلى ترامب الذي سيغادر البيت الأبيض في ال 20 من يناير الجاري .
الغريب في الأمر أن الرئيس ترامب لم يعبأ قط بالضحايا الخمس الذين لقوا مصرعهم بسبب حثه لمناصريه على اقتحام الكونغرس في اللحظات التي يتم فيها التصديق على فوز بايدن !
الغريب في الأمر كذلك هو ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين ، فقد فاجأ ترامب الجميع بتنصله من مسئولية تحريك الحشود من أنصاره ومؤيديه إلى مبنى الكابيتول ، في أول ظهور له بعد أحداث الكونجرس ، حيث أدان أعمال العنف التي حدثت، قائلا : «إلى مَن ارتكبوا أعمال عنف أو تدمير ، أنتم لا تمثّلون بلدنا.. ولمن خالفوا القانون ، ستدفعون الثمن».
وفي خضم تلك الأحداث الساخنة لم ينسَ ترامب سلسلة العقوبات الجديدة التي فرضها على الدولة الإيرانية في أيامه الأخيرة ، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" زيادة العقوبات على قطاع المعادن الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية، وذلك بعد فرض عقوبات جديدة على كِيانات داخل إيران بسبب أنشطة تتعلق بانتشار الأسلحة التقليدية في الشرق الأوسط ، حيث تساهم تلك الأنشطة بدورها في تصنيع معدات عسكرية لكل من الجيش والحرس الثوري الإيراني على حد تعبيره .
ومن ناحيةٍ أخرى ، أعلن بومبيو عن استهداف شركات مقرها إيران والصين والإمارات ، مُتهما إياها باللجوء إلى قطاع النقل البحري الإيراني المُدرج مسبقا على قائمة العقوبات الأميركية
وفي الأيام الماضية ، أعلنت واشنطن سلسلة عقوبات على قادة ميليشيا الحشد الشعبي في العراق الموالية لإيران .
وفي الـ5 من يناير الجاري، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قطاع الصلب الإيراني ، كما أضافت على القائمة السوداء أسماء أكثر من عشرة كيانات وأحد الأفراد.
وعرض وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو ، مجموعة من الأدلة التي تؤكد العلاقة الوطيدة بين إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي الذي شن عدة هجمات في كثير من دول العالم.
إن الولايات المتحدة لا تدخر جهدا في العمل مع شركائها في المجتمع الدولي للضغط على النظام الإيراني لتغيير سلوكه ،
وتلك العقوبات الأخيرة ما هي إلا رسالة تفيد بأن دونالد ترامب سيشدد من حملة "الضغوط القصوى" ضد طهران في الأيام الأخيرة من ولايته.
إن الاتحاد الأوروبي قلق جرّاء عدم التزام إيران ببنود بالاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 وتنصلت منه الولايات المتحدة في مايو 2018 بشكل أحادي ، وبالتحديد دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، حيث تعلق تلك الدول على كون الاتفاق النووي المُبرم يُلزم إيران بعدم استخدام معدن اليورانيوم لمدة 15 عاما ، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران عن تطوير الوقود باستخدام معدن اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض السلمية ، بينما ترى تلك الدول الثلاث أن معدن اليورانيوم لا يُستخدم في الاغراض المدنية ، بل في أغراض عسكرية خطيرة .
ولنا أن نتساءل : هل سيفرض مجلس الشيوخ أو البرلمان الأمريكي عقوبات على ترامب ومحاكمته جرّاء أعمال الشغب التي تسبب فيها من اقتحام الكونغرس وإصابة العشرات وموت خمسة أفراد من ضمنهم ضابط شرطة ؟! أم أن ترامب هو وحده الذي يفرض عقوبات وفي منأى عن المُساءلة والتحقيق ؟!
لقد غضب ترامب من نائبه "مايك بنس" لأنه فشل في وقف التصديق على فوز بايدن في البيت الأبيض ، في الوقت الذي يرى فيه بنس وغيره من الأعضاء في مجلس النواب وعلى رأسهم نانسي بيلوسي بضرورة اللجوء إلى تعديل المادة 25 من الدستور والتي تقضي بضرورة عزل ترامب على خلفية حنثه باليمين الذي أقسمه وانتهاكه للدستور الأمريكي .
لا مناص أن هذه العقوبات الجديدة سوف تلقي بظلالها على الرئيس الأميركي ال 46 المنتخب جو بايدن ، فهو يريد العودة إلى الاتفاق النووي المُوقَّع عام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني ، وكذلك يبغي رفع العقوبات عن إيران ، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات جمة وضعها أمامه دونالد ترامب الذي انتهج سياسة صارمة تجاه إيران منذ توليه الرئاسة عام 2017 ، وتسبب في تشويه صورة الولايات المتحدة أمام العالم بانتهاكه للدستور وحقوق الإنسان ، في مهزلة كبرى لدولة عظمى تدَّعي أنها الراعية الأولى للديمقراطية وحقوق الإنسان !












