كتب /أيمن بحر
سلم رئيس الجمهورية الأسبق زوما نفسة لشرطة بلادة حيث تم نقله منتصف الليل. إنه يبلغ من العمر تسعة وسبعين عاماً محتجز لتنفيذ عقوبة خمسة عشر شهراً بتهمة إزدراء المحكمة. وقد سبق حبسه لمناهضة العنصرية بجنوب أفريقيا. وأقر أنه سجين رأى.
أودت أعمال العنف المستمرة في جنوب إفريقيا منذ دخول الرئيس السابق جايكوب زوما الحبس، بحياة 45 شخصا على الأقل قضى قسم منهم من جراء التدافع وتواصل النهب رغم دعوة السلطات الى الهدوء وإنتشار الجيش.
وقتِل 26 شخصا ف مقاطعة كوزاولو ناتال (شرق) حيث إندلعت الإضطرابات الجمعة غداة سجن زوما. كما قتل 19 آخرون فى جوهانسبرغ. وقضى قسم كبير من هؤلاء جراء عمليات تدافع شهدتها مراكز تجارية عدة فى البلاد الإثنين.
وفى سويتو، البلدة الكبيرة الملاصقة لجوهانسبرغ عثر على جثث 10 أشخاص مساء بعد ساعات من تعرض المركز التجارى ندوفيا للنهب.
وكان رئيس وزراء مقاطعة كوزاولو ناتال سيهلي زيكالالا قال إن الكثير من الضحايا سقطوا خلال تدافع فى إطار أعمال شغب.
وأظهرت صور النهب حشوداً غفيرة وعشوائية يندفع كل شخص بينها لأخذ شاشات تلفزيونية كبيرة ودراجات للأطفال وكراسى مكتب وحفاضات وعلب أغذية محفوظة وكل ما يمكن حمله.
وإنضم كثر الى مثيرى الشغب وأغلبهم من الشباب فى المتاجر المنهوبة بحثاً عن الطعام أو الأجهزة لإعادة بيعها فى ظل تدهور إقتصادى سببته القيود السارية منذ نهاية حزيران/يونيو للحد من الموجة الثالثة للوباء.
بدورها أطلقت الشرطة التى بدت أقلية وسط هذا الجمع الرصاص المطاط للتفريق ما أثار الذعر بين الناس الذين فروا من مواقف السيارات فى مراكز التسوق أو فى شوارع المدن الرئيسية المتضررة وعلى الأرصفة التى تناثرت عليها قطع الزجاج والقمامة وتصطف على طرفيها المبانى والسيارات المحترقة.
وقال رئيس البلاد سيريل رامابوزا فى كلمة مساء الإثنين إنّ القلب حزين لافتاً الى الطبيعة غير المسبوقة لأعمال العنف هذه منذ التحوّل نحو الديموقراطية بعد حقبة الفصل العنصرى. وقال رامابوزا فى حال كانت ل الإحباط والغضب جذور سياسية فإنّه لا يمكن لأى سبب أن يبررهما.
وتم توقيف 757 شخصاً حتى الآن، أغلبهم فى جوهانسبرغ وفق ما ذكر وزير الشرطة بيكى سيلى. وتعهد بأن الوضع لن يتدهور أكثر فيما تستمر أعمال النهب وخصوصاً فى سويتو بغرب جوهانسبرغ حيث بدأ الجيش بتسيير دوريات وفق ما شاهد مراسل وكالة فرانس برس، وفى بيترماريتسبرغ عاصمة إقليم كوزاولو ناتال.
وبثت القنوات التلفزيونية المحلية صباحاً صوراً تظهر عشرات النساء يرتدين بعضهن ملابس النوم وأشخاصاً من جميع الفئات العمرية وهم ينهبون متجراً لبيع اللحوم فى منطقة ديبلوف فى سويتو وسط عجز الموكلين حماية المكان عن القيام بأى شئ. ولم تحضر الشرطة الا بعد ثلاث ساعات لتفريق وإعتقال الباقين.
فى الليل، إصطدمت عناصر من الشرطة ورجال أمن مدججون بالسلاح مع مثيرى الشغب فى حى جيبى القريب من مركز جوهانسبرغ وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس رس.
ووقعت أولى الحوادث فى جنوب إفريقيا مع إغلاق طرقات وإحراق شاحنات الجمعة غداة سجن زوما الذى حكم عليه بالسجن مع النفاذ لرفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق فى أعمال فساد خلال حكمه.
