كتب /أيمن بحر
أعضاء مجلس الأمن يدعمون الوساطة الأفريقية ومصر تحذر من خطر وجودى. عقد مجلس الأمن جلسة لمناقشة أزمة سد النهضة الذى تبنيه إثيوبيا على ضفاف النيل وسط إعتراضات مصرية وسودانية على ملء الخزان المائي دون اتفاق بين الدول الثلاث.
وكانت تونس قد إقترحت على مجلس الأمن الضغط من أجل إبرام إتفاق ملزم بين إثيوبيا ومصر والسودان بشأن آلية تشغيل سد النهضة الإثيوبى الكبير لإنتاج الكهرباء فى غضون ستة أشهر.
الا أن وفود باقى الدول الأعضاء فى المجلس شددوا على دعمهم الوساطة الأفريقية لحل الخلافات حول الخزان المائى الإثيوبى.
وقال وزير الخارجية المصرى سامح شكرى إن بلاده تواجه خطراً وجودياً بسبب سد النهضة مشدداً على أن القاهرة ستضطر لصون حقها فى البقاء حال أصرت إثيوبيا على موقفها الحالى بخصوص سد النهضة
وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدى إن قيام إثيوبيا بملء خزان السد أدى الى تهديد الأمن المائى للسودان ومصر.
فى المقابل قال وزير الرى الإثيوبى إن سد النهضة لا يمثل خطراً على مصر والسودان وإنه ضرورى لتوفير الكهرباء لملايين الإثيوبيين.
كما أشار الوزير الإثيوبى الى أن مجلس الأمن ليس هو الجهة التى يفترض أن تحل أزمة متعلقة بمشروع تنموى
ودعت مندوبة الولايات المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الى إستئناف المفاوضات البناءة تحت مظلة الإتحاد الأفريقى.
ظل السودان عالقاً وسط خلاف طويل الأمد بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبى على نهر النيل الأزرق، ولكن فى الأشهر الأخيرة ظهر تحول مهم فى موقف السودان
تحولت اللغة التي يستخدمها السودان عند مناقشة قضية سد النهضة الإثيوبى الكبير من الترحيب الواسع الى التشكيك والعدائية.
ويعكس هذا التحول، فى جزء كبير منه، التأثير المتزايد للجيش على الحكومة الإنتقالية، التى من المفترض أن تمهد الطريق لبناء نظام ديمقراطى بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير الذى حكم البلاد لعقود.
وتصاعدت حدة المناقشات الدبلوماسية مع إقتراب موسم الأمطار فى إثيوبيا حيث سيجرى ملء الخزان خلف السد للعام الثانى على التوالى من دون أى إتفاق بشأن كيفية ملء الخزان.
لقد تحدثت كل من مصر وإثيوبيا عن المشروع بوصفه قضية حيوية تمس صميم وجود البلدين ومستقبليهما.
أطلقت الحكومة السودانية حملة كبيرة للحصول على دعم شعبى للفعل العسكرى فى تلك المنطقة. وتضمنت تنظيم رحلات لأناس مؤثرين الى الحدود وتقديم أغانٍ وفعاليات مؤيدة فى الخرطوم ظهر فيها نجوم الغناء الشعبى مرتدين اللباس العسكرى.
وفى شمال السودان إشتركت القوة الجوية السودانية فى مناورات تدريبية مشتركة مع مصر.
وقال اللواء المتقاعد محمود قلندر لبى بى سى من الواضح جداً إنهم يرفعون العصا بوجه إثيوبيا. ومن جانبها واصلت إثيوبيا المحاولات لطمأنة السودان على أن سد النهضة لن يضر بالبلاد.
ونشر رئيس الوزراء آبى أحمد الأحد تغريدة تشير الى أن إثيوبيا ليست لديها نية التسبب بضرر لبلدان مصب نهر النيل، مضيفاً أن عملية ملء السد فى العام الماضى يقيناً منعت وقوع فيضان شديد فى الدولة الجارة السودان. وتحدث أيضا عن التشارك فى المعلومات بشأن ما سيحدث فى موسم الأمطار هذا العام. و قد لا تكفى هذه الكلمات لإسترضاء السودان أو مصر مع تواصل الحض على إجراء المزيد من المفاوضات.
ويجرى وزير الخارجية المصرى سامح شكرى حالياً جولة فى القارة الأفريقية لكسب الدعم لمقترح مصر فى البحث عن حل قانونى للعملية ولملء السد بطريقة تأخذ بنظر الإعتبار مصالح البلدان الثلاثة بحسب بيان للحكومة المصرية.
وكرر رئيس مجلس السيادة السودانى الفريق البرهان، رسالة مماثلة فى مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضى.
ومع تصاعد الضغوط الدبلوماسية، بات عنصر الزمن حاسماً ومُلحاً لا محالة فما أن يبدأ موسم الأمطار فى وقت لآحق هذا العام فإن خزان السد قد يُملأ لذلك لجأت مصر الى الأسلوب الدبلوماسى والتفاوضى فى بادئ الأمر حفاظاً على الإستقرار الأفريقى.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق