كتب /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يأمر الله سبحانه وتعالى أهل الإيمان بالتزام التقوى فى سرهم وعلانيتهم والتى تتلخص فى فعل المأمور والإنتهاء عن المحرم, ولينظروا لغد منتظر سيحاسب الله فيه كل عامل بما قدمت يداه فيجازى المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته والله خبير بما قدمت أيدى عباده مما خفى أو دق أو صغر.
وقد عبر عن يوم القيامة بغد حيث سيحاسب كل كل إنسان بما عمل، وإتقوا الله الأولى بتنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى. و إتقوا الله الثانية" بترك ما نهى الله عنه..
( فقوله سبحانه وتعالى : ( يآ أيها الذين آمنوا إتقوا الله ) أمر بتقواه ، وهى تشمل فعل ما به أمر ، وترك ما عنه زجر.
)وقوله : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) أى : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وأنظروا ماذا إدخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ( واتقوا الله ) تأكيد ثان ( إن الله خبير بما تعملون ) أى : إعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير.
كما أمرهم سبحانه بعدم تكرار سير الغافلين الذين نسوا الله ونسوا أوامره ورتعوا فى محرماته وأصروا عليها ولم يتوبوا حتى أنساهم الله تعالى حقيقة أنفسهم وإفتقارهم اليه وحقيقة مصالحهم الدنيوية والأخروية التى تجتمع فى يد الملك سبحانه فعميت البصائر وإنطفأ النور فتخبطوا فى ظلمات النفس والهوى والجهل والشيطان.
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه، سراً وعلانية فى جميع الأحوال وأن يراعوا ما أمرهم الله به من أوامره وشرائعه وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التى تنفعهم أو تضرهم فى يوم القيامة فإنهم إذا جعلوا الآخرة نصب أعينهم وقبلة قلوبهم، وإهتموا بالمقام بها إجتهدوا فى كثرة الأعمال الموصلة اليها وتصفيتها من القواطع والعوائق التى توقفهم عن السير أو تعوقهم أو تصرفهم وإذا علموا أيضاً أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم ولا تضيع لديه ولا يهملها أوجب لهم الجد والإجتهاد.
وهذه الآية الكريمة أصل فى محاسبة العبد نفسه وأنه ينبغى له أن يتفقدها فإن رأى زللاً تداركه بالإقلاع عنه والتوبة النصوح والإعراض عن الأسباب الموصلة اليه وإن رأى نفسه مقصراً فى أمر من أوامر الله بذل جهده وإستعان بربه فى تكميله وتتميمه،وإتقانه ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه وبين تقصيره فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.
والحرمان كل الحرمان أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قوماً نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل بل أنساهم الله مصالح أنفسهم وأغفلهم عن منافعها وفوائدها فصار أمرهم فرطاً فرجعوا بخسارة الدارين وغبنوا غبناً لا يمكنهم تداركه ولا يجبر كسره لأنهم هم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأوضعوا فى معاصيه.










