متابعة/أيمن بحر
نفّذت الشرطة العبرية حملة إعتقالات فى الضفة الغربية وواصلت مصادرة أسلحة فى محاولة لتعزيز التدابير الأمنية بعد سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون الأسبوع الماضى داخل الخط الأخضر.
وقالت هيئة البث العبرية إن قوات الأمن تتأهب لمواجهات محتملة مع مقيمى صلاة الجمعة فى ساحات المسجد الأقصى بالقدس الشرقية فضلاً عن التأهب لمواجهات محتملة خلال شهر رمضان.
وقال منسق أعمال الحكومة العبرية فى الأراضى الفلسطينية غسان عليان لبى بى سى: سنسمح لأكبر عدد من الفلسطينيين بالدخول الى المسجد الأقصى فى رمضان.
وأعلن المجلس الوزارى المصغر للشئون السياسية والأمنية فى الكيان الغاصب عن عدم وجود نية لإلغاء التسهيلات المنوى تقديمها للفلسطينيين خلال شهر الصوم.
وقال عليان لمراسل بى بى سى فى القدس مهند الخطيب إنه سيُسمح للفلسطينيين فوق 45 عاماً بدخول القدس من دون الحاجة لتصاريح. وتتزامن جمعتان من شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودى الذى تغلق خلاله إسرائيل المعابر مع الضفة الغربية.
وبعد ثلاث هجمات دموية قتل خلالها 11 شخصاً و4 مهاجمين، قررت الحكومة الإسرائيلية تشديد القيود على دخول الفلسطينيين الى الأرض المحتلة لا سيما القادمين من الضفة الغربية خلال رمضان وسط مخاوف من أن تأتى هذه الخطوة بنتائج عكسية أو تزيد التوترات.
وبين الحين والآخر تشهد ساحات المسجد الأقصى توترات بين المصلين والشرطة العبرية بسبب دخول متطرفين يهود اليه لتأدية شعائر دينية فى خطوات يراها الفلسطينيون إستفزازية.
وفى شهر رمضان الماضى وقعت مواجهات بين الجيش العبرى وفلسطينيين فى ساحات المسجد الأقصى خلّفت مئات الجرحى وأدت الى إندلاع حرب إستمرت 11 يوماً.
وكانت الحكومة العبرية قررت فى وقت سابق نشر ثلاثة آلاف شرطى إضافى فى القدس، بحسب صحيفة هآرتس. الشرطة العبرية وضعت مدينة القدس تحت قائمة المدن الأكثر حساسية فيما أعلن الجيش العبرى عن رفع حالة التأهب فى الضفة الغربية.
وقُتل فلسطينيان الخميس فى إشتباكات مع الجيش العبرى فى مخيم جنين شمال الضفة الغربية بينما قُتل فلسطينى آخر بعدما طعن يهودياً على متن حافلة فى حادث منفصل جنوبى مدينة بيت لحم.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن أعداد كبيرة من القوات العبرية قد إنتشرت داخل المدينة وعلى مشارف مخيم جنين وإن المواجهات إستمرت فترة من الوقت مع إنتشار عشرات المسلحين الفلسطينيين داخل أزقة المخيم.
وجاء فى بيان للجيش العبرى أن قوات من الجيش وحرس الحدود شنت صباح الخميس حملة عسكرية فى مخيم جنين بهدف إعتقال مطلوبين ويذكر بأن عشرات المسلحين الذين ينتمون لسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامى وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح يتمركزون داخل مخيم جنين منذ فترة طويلة وفى حادث آخر منفصل قال الجيش فى بيان إن فلسطينياً طعن عبرياً فى حافلة قرب مستوطنة أليعيزر جنوبى مدينة بيت لحم وإن المصاب نقل الى مستشفى لتلقى العلاج وأضاف الجيش أن عبرياً آخر كان موجوداً على متن الحافلة أحبط الهجوم وقتل الفلسطينى الذى وصفه بالإرهابى. وقال مستشفى شعاريه تصيدق فى القدس إن المصاب فى حال خطرة جراء الطعنات التى اصابته فى جذعه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفلسطينى الذى نفّذ عملية الطعن فى الحافلة يُدعى نضال جمعة جعافرة ويبلغ من العمر 30 عاماً، من جانبه أعلن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى عن الإستنفار العام لسرايا القدس الجناح العسكرى للحركة فى جميع أماكن وجودهم وذلك فى أعقاب إقتحام الجيش العبرى لمخيم جنين.
وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بـالتصعيد العبرى الخطير ضد الفلسطينيين ومقدساتهم والتى تمثلت بإقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى بحماية الشرطة العبرية وما وصفته بـالجريمة البشعة فى مدينة جنين، وحذرت الرئاسة فى بيان لها، من هذا التصعيد الذى تقوم به الحكومة العبرية معتبرة أن مثل هذه الإستفزازات المتمثلة بمواصلة الإقتحامات وعمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا وجرائم المستوطنين اليومية ستجر المنطقة الى مزيد من أجواء التوتر والتصعيد.
من جانبها هددت حركة حماس فى بيان لها بأن التصعيد من قبل الكيان الغاصب سيقابل بتصعيد وبأن ما وصفته بجرائمها المتواصلة تنذر بإنفجار شامل سيكون أقوى بأساً وأشد إيلاماً وبمشاركة الكل الفلسطينيين وفقا للحركة وأعلنت الحركة فى بيان لها عن مباركتها لعملية الطعن التى وصفتها بالبطولية فى بيت لحم.
وتأتى هذه التطورات بعد أيام من تنفيذ شاب فلسطينى من بلدة يعبد قرب جنين بملية إطلاق نار فى مدينة بنى براك بالقرب من تل ابيب أدت الى مقتل خمسة عبريين وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت حوادث إطلاق نار وطعن داخل المدن المحتلة وهو ما إستدعى الكيان الغاصب الى تعزيز إنتشار قواتها فى الضفة الغربية فى محاولة منها لمواجهة هذا التصعيد فى الهجمات التى يشنها فلسطينيون، وقال وزير الدفاع العبرى بنى غانتس إنه يدرس إمكانية إستدعاء الآلاف من جنود الإحتياط لمواجهة ما وصفه بسلسلة الهجمات الدموية الأخيرة التى أدت الى مقتل 11 عبرياً.
وخلال الأيام القليلة الماضية زار الرئيس العبرى إسحق هرتسوغ ووزير الدفاعه بنى غانتس الأردن. وأكد الملك عبد الله الثانى خلال اللقاء أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب إحترام حق المسلمين بتأدية شعائرهم الدينية فى المسجد الأقصى وإزالة أى عقبات تمنعهم من أداء الصلوات ومنع الإستفزازات التى تؤدى الى التصعيد.
