كتب /أيمن بحر
. أكد تحقيق صحفى عالمى أن برنامجاً طورته شركة إسرائيلية إستُخدم للتجسس على صحفيين لكن الشركة رفضت التهم، مؤكدة أن تقنيتها لا علاقة لها بمقتل خاشقجى.
إستُهدف نشطاء وصحافيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته شركة إسرائيلية وفق تقارير جديدة إستناداً على تحقيق صحفى عالمى نشر الأحد (18 تموز/يوليو 2021) ما زاد المخاوف من إنتهاكات واسعة النطاق للخصوصية والحقوق.
وأفادت صحف واشنطن بوست وغارديان ولوموند وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية بأن البرنامج بيغاسوس الذى طوّرته مجموعة إن.إس.أو الإسرائيلية قد إستخدم لأغراض التجسس بعدما تعاونت فى تحقيق بشأن تسريب معلومات.
والتسريب عبارة عن قائمة تضم ما يصل الى 50 الف رقم هاتفى يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم إن.إس.أو موضع اهتمام منذ عام 2016 وفق التقارير.
ولم يتم إختراق كل الأرقام الهاتفية الواردة فى القائمة، لكن خبراء تكنولوجيا المعلومات وجدوا آثاراً لهجمات بإستخدام بيغاسوس فى 37 هاتفاً ذكياً لصحفيين ونشطاء فى مجال حقوق الإنسان وعائلاتهم ورجال أعمال. وقالت وسائل الإعلام الإخبارية المطّلعة على التسريب إن تفاصيل بشأن هويات الأشخاص الذين طاولتهم القرصنة ستعلن فى الأيام المقبلة.
ومن ضمن ما يرد فى القائمة أرقام هواتف صحافيى منظمات إعلامية من حول العالم بينها وكالة فرانس برس ووول ستريت جورنال وسى.ان.ان ونيويورك تايمز والجزيرة وفرانس24 وراديو فرى يوروب وميديابارت وإل باييس وأسوشيتد برس ولوموند وبلومبيرغ وذى إيكونوميست ورويترز وفويس أوف أميركا وغارديان.
وكان مركز أبحاث سيتيزين لاب فى جامعة تورنتو ومنظمة العفو الدولية قد أفادا سابقاً بأن البرنامج إستخدم لقرصنة هواتف مراسلى الجزيرة وصحافى مغربى. ومن بين ما يرد فى القائمة أيضاً رقمان يعودان لإمرأتين.
وأفادت واشنطن بوست بأن أرقاماً واردة فى القائمة تعود الى رؤساء دول ورؤساء حكومات وإلى أفراد عائلات ملكية عربية ودبلوماسيين وسياسيين ونشطاء ومدراء شركات. وبحسب التقارير كثير من الأرقام التى تضمّها القائمة يتواجد أصحابها فى عشرة بلدان هى السعودية والإمارات والبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا.
وبحسب صحيفة غارديان يشير التحقيق الى إستغلال واسع النطاق ومستمر لبرنامج بيغاسوس الذى تشدد إن.إس.أو على أن الهدف منه كشف المجرمين والإرهابيين. وكانت منظمة العفو الدولية ومنظمة فوربيدن ستوريز الإعلامية غير الربحية ومقرها باريس قد إطّلعتا على التسريب الذى أبلغتا به المنظمات الإعلامية.
وكانت إن.إس.أو وهى شركة رائدة فى قطاع البرامج الخبيثة الخاصة النامى والقليل التنظيم قد أبلغت الشرطة بإستغلال جهات لبرنامجها. وهى وصفت المعلومات الواردة بهذا الشأن بأنها مزاعم مضخّمة ولا أساس لها وفق واشنطن بوست ورفضت تأكيد هويات عملائها.
وأكدت الشركة مضيفة أن تقنيتها تُباع فقط لوكالات إنفاذ القانون والأجهزة السرية للحكومات الخاضعة للرقابة بهدف وحيد هو إنقاذ الأرواح من خلال منع الجريمة وأعمال الإرهاب.
وفى كانون الأول/ديسمبر أفاد سيتيزن لاب بإختراق أجهزة الإتصالات النقالة التابعة لعشرات الصحفيين فى شبكة الجزيرة القطرية بواسطة برنامج مراقبة متطوّر.
وفى حزيران/يونيو من العام الماضى أفادت منظمة العفو بأن السلطات المغربية إستخدمت برنامج بيغاسوس لزرع برنامج خبيث فى الهاتف الخلوى التابع للصحفى عمر الراضى الذي يحاكم فى قضيتين إحداهما بتهمتى المس بسلامة الدولة والتخابر مع عملاء دولة أجنبية.






