الخميس، 25 أبريل 2024

حوار الشيف أم أيمن عاشقة العريش

 أم أيمن شيف من الدرجة الأولى.

تحقيق : حسن غريب

أسمها شادية فلسطينية الجنسية، و ينادونها بأم أيمن، سيدة بمئة راجل، تستيقظ من بعد الفجر، لتذهب إلى مكان عملها في مطعم فول وفلافل بوسط البلد بميدان الرفاعي بجوار جامع الرفاعي مطعم يسمى القناعة ، لتمارس عملها المعتاد في إعداد الطعام للزبائن، الذين يفضلون أن يأكلوا من إعداد ها ومن يدها، فهي سيدة تمتلك موهبة طهي وإعداد الطعام و الأكلات الشعبية بكل صنوفها و ألوانها بكل مهارة ودربة، وتمتلك خبرة كبيرة تستحق أن ترفع لها القبعة عليها، بالذات في إعداد الأكلات الشامية و الفلسطينية، لذلك يأتي لها الناس من كافة الأماكن حباً في أكلاتها والذي يشهد لها بنفس ذو طعم مستساغ وطيب يتهافت على تناوله الكبير قبل الصغير، وتستحق بجدارة أن تكون شيف وطباخة من الدرجة  لدى الرؤساء والملوك، من فول تعده بطعم ومذاق لايضاهى، وفلافل، وباذنجان مشوي رائع الشكل لذيذ الطعم، تعدها بشكل يقبل عليه الناس من  حول الميدان بحب شديد، 

دائماً ما توزع بسماتها لكل الزبائن وتحاول أن ترضي أذواق الجميع في طلباتهم لنوع الطعام. 

سألتها : ماذا تطلبين إذا أتيحت لك الفرصة؟ 

فقالت : أن أحصل على الجنسية المصرية لأنني أحب مصر جداً، وزوجي رحمه الله وأولادي مصريين، حاولت الحصول على الجنسية لكن زواجي مات من قبل الحصول عليها، فأرسل بنداء لسيادة رئيس الجمهورية بالموافقة على الحصول على الجنسية المصرية التي أفخر وأزهو بها. 

وأضافت : أنها  تعشق مصر وترابها، فهى عشقها الأول والأخير ، وتتمنى أن تعيش وتموت علي أرضها، لأن أولادها مصريون وزوجها مصري وسأظل أردد أنني أعشق وأحب مصر حتى آخر نفس من أنفاسي، ولن أرضى عن غيرها بديل مهما كانت العروض والظروف متاحة لي، فعشق مصر يجري في دمي وبين أنفاسي ودقات قلبي .






الجمعة، 29 مارس 2024

مهازل إذلال الصائمين على موائد الافطار بمؤسسة مصر الخير بالعريش..

 مهازل إذلال الصائمين على موائد الافطار بمؤسسة مصر الخير بالعريش.. 


متابعة / إيمان عباس

مراسلة صحيفة صوت مصر الحرة 








صارت مؤسسة مصر الخير لإفطار صائم بمخيمات مدينة العريش قمة المهزلة والمسخرة والفوضى من قبل المشرفين والقائمين على التوزيع. 

على  سبيل المثال لا الحصر في خيمة ميدان الرفاعي بالامس واليوم،  جاءت سيارة توزيع علب الوجبات ونزل بعض الوجبات وتم توزيع جزء منها ثم غادرت السيارة دون أن توزع على باقي الناس وجبة افطار الصائمين وبعدها بربع ساعة ترك الناس الخيمة وهم يرددون "حسبنا الله ونعم الوكيل" 

وسؤالي للقائمين على افطار الصائمين واحضار وجبات يومية لهم،  كيف تضعون خطة عمل لتنفيذ خطوات  العمل بشكل عادل ومنظم إيجابي  ،  ومن يحاسب  المقصرين والمستهترين في هذه المنظومة؟ 

إن ما يحدث كل يوم من تقصير واهمال في اطعام الصائمين وحرمانهم من وجبة الافطار  لأمر يندى له الجبين  ولا بد من وقفة لمحاسبة المقصرين والقائمين على هذا العمل الإنساني في المقام الأول. 

سيتم تسجيل لقاءات حية مع الصائمين الذين يقبعون حتى موعد أذان المغرب ولم يتناولوا وجبة فطورهم،  لاثبات ما نقول بالصوت والصورة إذا لزم الأمر. 


الثلاثاء، 26 مارس 2024

قراءة في رواية ما تبقى من البوح من الإبهام إلى الإيهام

 




نفى العزلة

في رواية ((ما تبقى من البوح ))

للروائي : حسن غريب 


بقلم / إيمان عباس زيادة

كاتبة وناقدة مصرية




الاعمال الأدبية التى تدور حول الإنسان المصري فى الأماكن المنعزلة البعيدة عن الوادى تثرى الأدب المصري و العربي بوجه عام ، و تنفى العزلة عن تلك البيئات عندما يزيد وعينا بالإنسان النوبى كما فى أعمال محمد خليل قاسم و حجاج أدول و يحيي مختار و غيرهم ،  و بإنسان أسوان كما فى أعمال عبد الوهاب الاسوانى و أحمد أبو خنيجر و غيرهم  و ها هى رواية ( ما تبقى من البوح  ) الصادرة عن دار نشر ميتابوك 2024م لــ ( حسن غريب ) تأتينا من شمال سيناء  نافية عن إنسانها غربته ، و عن بيئتها عزلتها ، و مضيفة لوعينا الإنسانى مزيداً من الإحساس بالجمال و البراءة .

تدور أغلب حوادث الرواية فى قرية الضهيرية مركز الشيخ زويد ، فنجد أن القرية لا تختلف عن قري الوادى فى هذا الوقت من حيث استغلال الباشا ( الإقطاعى ) هو الحقيقة الملك الكبير فلم تعرف مصر الإطاع بالمعنى الأوربى ، وهو ملكية الإقطاعى للأرض و من عليها ونجد أن هذا الباشا يستغل أهل القرية و يستبيح نسائهم .

و بالطبع يقاومه  أهل القرية ،  فينجحون ناجحاً باهتاً  ، قبالة من تسنده الشرطة و السلطة  و الزمن فىالرواية ، يكاد يكون إسطورياً ،  لولا إشارة عن الصول  { سمعان } أنه يرتدى ( بالطو ) هدية جمال عبد الناصر ، فنعلم إننا نعيش فى عهد ، غير ببعيد عنه و إشارة أخرى ، قرب نهاية الرواية تتحدث عن الإصلاح الزراعى الذى حد من الملكية فىالقرية  ، و بالتالى بدأ الناس  بعد ان تحرروا من ذل العيش عن المالك الكبير ، بنزعون للتحرر المعيشي و الاجتماعى .

و الجنس فى الرواية ، موظف بحيث يخدم مضمونها ، براءة الإنسان السيناوي ، و مدى شعوره بالقهر و كذا معمقاً للدلالة الجمالية فالكاتب يستخدم اللهجة السيناوى التى تسمى عضو الذكورة { لإحليل } و لاحظ اشتقاق اللفظ من الحلال  أى أن الجنس حلال للمرأة أو أنه الشئ الطبيعي ، لذلك لا نستهجن أو نندهش من سؤال سلمى عن ماهية  الجنس ورد الخالة بكلمات صريحة نستشف منها أن الأمر عادي ، و نستشف مدى براءة ( رابحة ) التى لا تؤهلها البيئة أو الثقافة أن تعرف شيئاً عن هذا الأمر و يجعلنا هذا بين مدى بشاعة أن يعتصبها الباشا فيما بعد أى يختال البراءة و نعلم مدى المأساة أن تدفع ثمن براءتها فيقتلها أبوها وهو يعلم إنها بريئة  بل لقد ساهم بتواطؤ خفى بتركه لها تعمل عند الباشا وهو يعلم عنه ما يعلم من سوء فى السلوك والسمعة حيال الفتيات والنساء وهو ما لم نكن نحبه للأب ، فقد كان عليه أن يقاوم قليلاً أو يؤنب نفسه أو يلومها قبل أن يدفع بابنته بسهولة لتعمل عند الباشا لقاء مائة جنيه فى الشهر وهو مبلغ كبير فى هذا الوقت كان حرياً به أن يجعله يتساءل لماذا يدفع الباشا مبلغاً كهذا وهو لم يعرف عنه الرفق بالفقراء إن لم يكن من أجل غرض فى نفسه .

ويستمر الجنس محركاً للأحداث فى هذه الرواية ، سواء عن طريق العلاقات المحرمة أو العلاقات المشروعة كالحب والزواج وليست مصادفة أن يستخدم الكاتب لفظ " الإفرنج " لعضو الأنوثة فليس اللفظ تحريفاً لكلمة " الفرج " الفصحى بمعنى الفتحة او الشق بقدر ما هو للدلالة على الفرج  أى التفريج بعد أزمة أو شدة أو ليس الجنس فى بيئة مغلقة لا ترى فيها النساء الرجال بشكل طبيعى أو يتلاقون بشكل عادى سوى أزمة تبحث عن الفرج سواء فى العلاقات المشروعة أو غيرها فها هى الخالة " سعدية " تفك أزمة مصطفى الموظف الوافد من الوادى للعمل فى سيناء ، وفى الوقت نفسه تساعده فى الزواج من " معزوزة " لاحظ الاسم  من العزة وما تومئ إليه نهاية الرواية من زواج مصطفى ابن الوادى  من العزة  بنت سيناء ونفى عزلتها  ومن جهة أخرى ، إيذاناً أو بدء عهد جديد  انتهى فيه الخوف من أبناء الوادى وعدم انغلاق القبائل على نفسها وزوال الحذر من الوافدين إلى الوداى سواء بسبب أفعال بعضهم الفاضحة كسرقة أحدهم لمصاغ عروسه والهرب ، أم للتقاليد البالية لانغلاق القبيلة على نفسها وعدم المصاهرة من خارجها ، وما يعنيه هذا من الدوران فى حلقة مفرغة وعدم إضافة دماء جديدة وعادات جديدة وبالتالى خلق إنسان جديد أكثر ذكاء وأكثر وعياً ، والأهم من ذلك ، ميلاد جديد لسيناء ، ولابن سيناء ينهى عزلتها ويجعل احتلالها من قبل أى عدو خارجى كالصهاينة مثلاً غير قابل للتكرار .

ويستمر الروائى " حسن غريب " وبصورة رائعة العزف على وتر الجنس فها هو " حسان " ابن الشيخ " جمعة " وريث الباشا بعد أن كان يعمل عنده دلالة على المستغلين الجدد بعد أن قُلمت بعض الشئ أظافر الملاك الكبار وهو سليل لصوص وأوباش  لكنه أصبح " رئيس القرية الجديد " ليواصل ما كان يفعله سلفه من اضطهاد وقهر طبقىٍ ، وإن يكن تحت مسميات جديدة " رئيس القرية " وها هو ابنه رسمياً وفعلياً هو ابن الباشا ، لاغتصابه لأمه قبل الزواج من الشيخ " جمعة " أى أنه استمرار جينى لما كان يحمله الباشا من رغبة فى التسلط والاغتصاب .

ولكن الأيام والتطور يفعلان فعلهما وها هو الحب يخفف من غلواء " حسان " يبعده عن التجاوز فى حق الناس ويحصر همه فى التعلق بـ " هيام " النورية أو الغجرية  ويهرب معها ليحقق ذاته فى حبها بعد أن رفض أبو الزواج منها متمسكاً بما يليق ، وما لا يليق ، وهو اللص والقواد السابق  لكن النورية وقد هربت من " حسان " والتقت ببنى جلدتها فى مكان آخر ناحية بلبيس تطمع فى مال " حسان " وتحن إلى بنى جلدتها  إشارة إلى أن التطور لم يعمل عمله معها ، ومع قومها ، المستسلبين دوماً وإشارة إلى أنه لابد من القضاء على سليل الباشا " حسان "  ربيب الشيخ " جمعة " أيضاً  فيقتل " حسان " " لكن " هيام " لا تنجو بفعلتها فيلاحقها الشيخ " جمعة " حتى يقضى عليها وعلى من عاونها أى يفتك الشر ببعضه بعضاً ولابد من تطهير البيئة حتى ينمو النبت الجديد حب معزوزة التى بدا أنها تتخلص من ميراث أبيها " الشيخ جمعة " فهى لا ذنب لها فيما اقترفه  فهى المولودة فى سيناء بنت البيئة الجديدة والتى تزداد حدة كل يوم بعد تحريرها من ربقة المالك الكبير وبعد تحريرها من دنس الاحتلال الإسرائيلى وقدوم الشباب من واد النيل للعمل بهاتقنيات .

ولقد وفق الكاتب " فى تقديم جو روايته وتقديم شخصياته بحيواتهم البسيطة وأمالهم المتعلقة فى الانعتاق من قهر الحاجة والتحقق فى الحب تزيد قليلاً  عندما جنح "حسان " و "هيام " إلى السويس أو معاشرة " هيام " .

لولد سويسى من مدمنى المخدرات فلم يقدم هذا جديداً لجو الرواية يدفع أحداثها وكذا لم يعمق أو يقودنا إلى منحى فى شخصيتى " حسان وهيام " لم تكن نعرفه من قبل كما قدم سائق الباشا ابنته " زينة " بسهولة إلى الباشا وكأنه لا يعرف ماذا يحل بها  وكان أخرى به أحرى به أ، يصطنع الحيلة من أجل تقديمها إليه.

كما لجأ الكتب إلى القص المباشر المنبئ لصفات الشخصيات وأطفالها وكان بإمكانه أن يلجأ للمواربة فى الدفع بالصفات  والاستطراد الناجم من تدافع الأحداث وكان فى إمكانه أن يحد من المبالغة فى تصوير فظاظة أبناء الوادى فهاهى أم ترى ابنتها تمارس الجنس فتقول لها " قومى يا بنت الكب لما أخذ دورى أنا بأه " وألا يعتمد على المروى وأغلبه تشنيع وبهتان وأن يعتمد على ما يجده هو وما هو متأكد منه ، ولا يعتمد على السماع وكان الكاتب موفقاً عندما لم يعتمد على الشعار ووصف بنات سيناء بالقشف ورائحة العرق المنفرة طبعاً بسبب حياتهن البائسة .

واخُتتمت الرواية بمقطع " دوام الحال من المحال " على طريقة القص الشعبى  يحدث فيه سيادة التألف والتعاون بين الناس والترحاب من نساء سيناء ورجالها للزواج بأبناء وبنات الوادى لم يكن هناك داع لهذا المقطع  وقد أنبأت الرواية بذلك فعلاً ، بلا إن ما صارت إليه حوادثها أخبرت أنها أى سيناء وأبناءها لم يعودا حنظل الشمال بل هما معزوزة الوادى والشمال معاً .

الأحد، 25 فبراير 2024

الكتاب الحاصل على جائزة النقد الأدبي بمعرض الكتاب.. «علامات في النقد الأدبي » يسلط الضوء على المنجز الفكري لأجيال قادمة


 الكتاب الحاصل على جائزة النقد الأدبي بمعرض الكتاب.. «علامات في النقد الأدبي » يسلط الضوء على المنجز الفكري لأجيال قادمة 



.

إيمان عباس زيادة 

القاهرة 


يمثل كتاب "علامات في النقد ، التقنيات الفنية خلف ظاهر النص"، للكاتب والناقد حسن غريب أحمد ، والصادر عن "دار ميتابوك للنشر2024م "، والحاصل على جائزة "أفضل كتاب نقد أدبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤"، منفذًا لاستقراء العلاقة الفنية الأدبية بين النقد الثقافي، باعتباره تأويل النص وتحيليله بتفكيك معنى عام للترميز واستقراء لقيمة المجتمع والتاريخ وأيدولوجيتهم فيه، وبين النقد الجمالي متناولًا اللغة وجمالياتها، كالركيزة الأساسية لبنية فن الكتابة، وبذلك يطرح تعريفًا للنظريات النقدية الحديثة.

لا يتناول الكتاب النهجين النقديين كثنائية، كتضادين يتصارعان لانتصار منهج نقدي ما، سواء بنهج مثل "الماركسي" والمهتم بقيمة المجتمع والتاريخ، أو بنهج مثل "البنيوي" الموصوفة باللا تاريخانية واللا إجتماعية؛ فتعتبر تلك الدراسة النقد الثقافي جزءًا من النقد الأدبي والبحث عن جماليات النص، فتتجلى تلك القضية المحض جدلية، خاصة مع طرح تأريخ لسيرة وأيدولوجية ومنجز "مدرسة فرانكفورت" ، حول علاقة النهج الماركسي، واهتمامه بإنعكاسية المجتمع وذاتيته على النص والاستعانة به،؛ لإهمال نظريات الحداثة وما بعد الحداثة لدور المجتمع وانعكاسه.

بعد استقراء القضية المشكلة بنية الدراسة، واستنطاق جوانبها وما حاط بها من جدلية، يبدأ أول الكتاب بتقديم نص موازي لتلك الدراسة، نص يقدم محاكاة للقضية المطروحة، بتقديمه تأريخ ل"مدرسة فرانكفورت" الشهيرة، بما قدمه أجيالها من منجز فكري ونقدي وفلسفي، تنضح تجربة تلك الأجيال وإنتاجها في موضوع الكتاب الجدلي، كذلك في القضية المطروحة بين أبناء "فرانكفورت" وبين جيليها، حيث الجيل الأول راديكالي ماركسي ثوري أما الثاني فإصلاحي نزعت من أيدولوجيته تلك النزعة الثورية، حيث قضية بين جدل رابض في ثنائية جزءها الأول انفصال الباحث عن بحثه، وهو ما تصدى له هوركهايمر ليقدم أطروحته، الممثلة الجزء الثاني من الثنائية، فيرى أن الباحث هو صنيعة أيدولوجية ثقافته ومجتمعه، فالإنسان والباحث نتاج تلك الذاتية المنعكسة من مجتمعه.

كما ذكر الراحل جيمس جويس في "صورة الفنان في شبابه": «أنا ابن هذه البيئة وهذا المجتمع، وسوف أعبر عن نفسي كما أنا».. فعل التأريخ ل"مدرسة فرانكفورت" يطرح أهمية خاصة لبنية الكتاب وموضوعه؛ فهي الرافد الأول للنظرية النقدية، وبالتالي ل"النقد الثقافي"، كذلك بالتأريخ لها، إستنادًا للبحث الصحفي والنبش عن التاريخ النقدي، يطرح إعادة بناء لمفهوم الفن، ككل، متخذًا من تأثير منتجهم على النظرية النقدية والنقد الثقافي سبيلًا للتعبير عن جدوى الفن.

كذلك يطرح الكاتب في الجزء الثاني من سيرة شخصية ونقدية وفكرية لرايموند وليليامز، الناقد والمفكر البريطاني، وبتقديمه لفعل التسجيل والتأريخ الشخصي والفكري يبحث عن المفهوم المجرد للثقافة، وهو ما قدمه ويليامز، ما يؤدي لتناول منجزه في "النقد الثقافي"، ورؤيته لنأثيرالبنية المجتمعية وثقافتها، كمفهوم مجرد عن كل ممارسات الحياة، وبالتالي رؤيته ل"بنية المشاعر" في النص الأدبي، تلك التي قدمها ويليامز بمؤاخاتها مع ممارسة اكتشاف الثقافة في المجتمع وتشييد "النقد الثقافي"، كامتداد لإنتاج لـ"مدرسة فرانكفورت"، ويتناول الكاتب محمد إبراهيم عبد العال للتأريخ الفكري والشخصي لويليامز، ومن قبله سيرة الإنتاج والتأريخ لـ"مدرسة فرانكفورت" تتجلى أساسات بنية هذا الكتاب، حيث تربضه ثلاثة أساسات أولهم التأريخ الموازي، وهو حتمًا تأريخ يطرح فضاءً دلاليًا، حيث يمهد لفضاء تناول الموضوع النقدي والفكري الشائك، وثاني الأساسات هو المرجعية البحثية والتلقي الثقافي الجاد، وهو ما يتجلى على طول الكتاب، وثالثهم طرح قضاياه بين ثنائية الخاص/ العام، فيظهر الخاص في النقد والبحث في النظريات النقدية، أما العام فيظهر في التأريخ السياسي والاجتماعي، واستنطاق الثقافة الجماهيرية على مر التاريخ، وفهم الأطروحات السياسية والفلسفية المرتبطة بالأطروحات النقدية، تلك التي يقدم لها النص مقاربة نقدية وفكرية وعرض صحفي في نهاية تقديم ل"مدرسة برمنجهام" ومنجزها ونظرياتها، فيقدم الكتاب عرض صحفي المقاربة بينهم وبين "فرانكفورت*، واتباعًا للفضاء الزمني وتسلسله يستكمل الكتاب طرح تأريخه المنجزات والنظريات المتعلقة والمؤثرة في الموضوع، فينتقل ل"بارت"، الناقد في ما بعد البنيوية، والذي اتبع البنية الدلالية.


واهتم بالسيمائية و"السوميطيقيا"، علم العلامات والرموز، متخذًا منها أطروحة ستأثر في النقد الثقافي، خاصة السيمو-ثقافة، وهي السيمائية المتعلقة بالنقد الثقافي، فلا تنفي أطروحة بارت أهمية البنيوية وجماليات النص، وبطرح منجز بارت، أيضًا، يتناول الكتاب ثنائيو الخاص والعام، بين ما يتعلق بالنقد الثقافي، وبين ما يتعلق بالمجتمعات، ككل، وعلاقتها بالأساطير، كمفهوم أكثر تعميمًا بتفكيك وتحليل فضاءه الدلالي، ومن بارت ينبثق تتبع وعرض صحفي لإنتاج الفرنسي ميشيل فوكو الثقافي، ورؤيته المؤثرة في مفهوم النقد الثقافي والأدب ومفهوم الفن، ككل، متخذًا من التاريخ عنونًا لبناء فكره، حيث يرى أنه عنصر أساسي في البناء، ويكشف المجتمعات بتعريتها في فترة ما من حياتها، وبذلك ينفي أحادية رؤية المجتمعات والفترات التاريخية، ويبعثر الأحكام العامة والمعتادة، ويقترب من السيمو-ثقافي والسيمولوجي واهبًا النص بعد تأريخي ربما يكون دلالي، وربما يربض الكاتب الضمني، ودائمًا يكشف المجتمعات، كذلك يقدم مشروع نقدي أكثر شمولًا ممن سبقه، فيشمل خطاب النص، ككل، ولا ينتمي لأحادية أيديولوجية دوجماتية، جامدة، وعند ميشيل فوكو تتجلى الجدلية ثانية عند قالب الثنائية بين النقد الثقافي والبنية المتهم بالنص كعمل جمالي بالأساس لا يخضع لقولبة الأيدولوجيات والبنية الدلالية، لكن ميشيل فوكو لا ينفي بنظريته البنيوية، ولا يتنصل منها، فلا ينفي دور الرؤية الجمالية والبنيوية، ومن طرح سيرة شخصية وفكرية لفوكو تنبثق بنية شخصيته ورؤيته للفكر، ككل، سواء الأدبي والنقدي أو السياسي والفلسفي؛ فهو لا يربض تحت أحادية فكرة ويقطن دوجمائية، كقراءته المغايرة للماركسية، وبالتي لطرحه أطروحة نقدية مؤثرة.

تلك الأطروحة التي أثرت في مثقفي اليسار الأمريكي، الذين تناولهم النص في الجزء الثاني من ، قبل الولوج لقراءة تطبيقية، وتناول الجزء الثاني من ثنائية الشرق/الغرب، بتناول النقد الثقافي عند المتلقي العربي بإتخاذ كتاب الغذامي نموذج، وبطرح تعريف عام للنظرية المشيدة "النقد الثقافي"، وهي السيمائية، فيه الكاتب محمد جبريل  المتلقي تعريفًا لمصطلحات السيميائية، بعد طرح نص تسجيلي موازي لأصحاب الأثر في "السيموطيقيا" والسيمائية والنقد الثقافي بهروب من دوجماتية التلقي وأحادية العرض.


بتقديم الكاتب لكتابه، ولتقديم الناشر لمشروع "أفق جديد للثقافة العربية" يتضح إهتمام الناشر بإصدار هذا الكتاب في محورين، أولهم تقديم هذا المشروع المعني بتقديم المنجز الثقافي والفكري للواقعين في ثنائية الجيل الجديد والجيل القديم، ذلك الذي همش إنتاجه، والمحور الثاني هو أنه بداية لمشروع نقدي وفكري للمؤلف يتناول تلك العلاقة بين النقد الأدبي والثقافي، كذلك يتناول مفهوم عام ومجرد للأدب والنقد، ويمارس فعل التناول الخاص له بعد التناول المجرد المفهومين.

الثلاثاء، 6 فبراير 2024

شائعات

 شائعة: 


تداول فيديو يزعم تضرر مجموعة من التماثيل الأثرية بمنطقة آثار سقارة نتيجة عرضها على طاولة بطريقة غير لائقة


  امل كمال 

 

تداولت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي فيديو يزعم تضرر مجموعة من التماثيل الأثرية بمنطقة آثار سقارة نتيجة عرضها على طاولة بطريقة غير لائقة، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار، والتي نفت تلك الأنباء، مؤكدةً أنه لا صحة لتضرر مجموعة من التماثيل الأثرية بمنطقة آثار سقارة نتيجة عرضها على طاولة بطريقة غير لائقة، مشددةً على أن منطقة آثار سقارة وجميع مقتنياتها من التماثيل والقطع الأثرية سليمة وآمنة تماماً، ولم تقع بها أي أضرار على الإطلاق، مشيرةً إلى أن عملية عرض أي قطع أثرية تتم وفقاً لإجراءات محددة يراعى فيها كافة معايير الأمان والسلامة وذلك بهدف الحفاظ على الآثار المصرية من أي محاولة للتلف، مُوضحةً أن الفيديو المتداول يعود لعام 2020، خلال أزمة كورونا، حيث كانت تقوم البعثة الأثرية المصرية باستكمال أعمال الحفائر والترميم والدراسات اللازمة بمنطقة البوباسطيون بسقارة، استغلالاً لفترة إغلاق المواقع الأثرية أمام الزوار حينذاك، حيث تم عرض هذه التماثيل على طاولة بصفة مؤقتة لإجراء أعمال التنظيف المبدئي قبل نقلها لمعامل الترميم أو المخازن بالمنطقة لإجراء أعمال الترميم لها كما هو متبع، دون إحداث أي أضرار بها، مناشدةً المواطنين عدم الانسياق وراء مثل تلك الأخبار المغلوطة، مع استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.


ونناشد جميع وسائل الإعلام المختلفة تحري الدقة والموضوعية في نشر الحقائق والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة وبلبلة الرأي العام، وللإبلاغ عن أي شائعات أو معلومات مغلوطة يرجى الإرسال على أرقام الواتس آب التابعة للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء (01155508688 -01155508851) على مدى 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، أو عبر البريد الإلكتروني (rumors@idsc.net.eg).


وزير التعليم العالي يستقبل وفد الكلية الملكية للجراحين لبحث سُبل التعاون المشترك


  امل كمال 


استقبل د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفدًا من الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة بالمملكة المتحدة برئاسة البروفيسور/ رون باركس رئيس الكلية الملكية للجراحين؛ لبحث تعزيز التعاون المُشترك بين الجانبين، بحضور د. مصطفى رفعت أمين عام المجلس الأعلى للجامعات، والسيد/ مارك هوارد رئيس المجلس الثقافي البريطاني، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية.


وفي مستهل اللقاء، أشاد الوزير بعلاقات التعاون التى تربط بين مصر والمملكة المتحدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مُثمنًا الدور الذي تقوم به الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة في مجال التعليم الطبى، مشيرًا إلى حرصه على تعزيز التعاون معها لخدمة هذا القطاع التعليمي الهام فى مصر.


وأكد د. أيمن عاشور حرص الوزارة على النهوض بمستوى التعليم الطبي، وتقديم الدعم والتطوير بشكل مستمر لهذا القطاع الحيوي بجميع تخصصاته بالإضافة إلى التمريض؛ للارتقاء الدائم بمستوى خريجيه وتأهيلهم وفقًا لأحدث التطورات العلمية التى يشهدها تطور المجال الطبى فى العالم، مشيرًا إلى سياسة الوزارة للتطوير الدائم للمؤسسات التعليمية لمواكبة زيادة أعداد الطلاب المُتقدمين للجامعات فى كل عام، وتوفير الأماكن في الكليات المختلفة بما يُناسب قدراتهم، وتقديم خدمة تعليمية ذات مستوى متميز للطلاب المصريين، فضلًا عن خدمة قطاع كبير من الطلاب الوافدين الذين تستقبلهم مصر كل عام.


وبحث الاجتماع توقيع اتفاق مشترك بين الوزارة والكلية، كما ناقش الجانبان تفاصيل التحضير للبنود المُقترحة، وكذلك إمكانية فتح فرع للكلية فى مصر، وتقديم برامج تدريب المدربين، والتقييم، والاعتماد، وتقديم الدعم للباحثين فى مجال الدراسات العليا فى التخصصات الطبية، فضلًا عن العمل من أجل تحقيق استدامة للتعاون المُشترك بين الجانبين، من خلال بناء استراتيجية طويلة الأجل لتبادل الخبرات بين الجانبين في مجال تحسين معايير التدريب بالجراحة وطب الأسنان، وتقديم أعلى المعايير في هذه المجالات.

واشار د. مصطفى رفعت أمين عام المجلس الأعلى للجامعات إلى مواصلة النقاش مع الجانب البريطاني من خلال المجلس الأعلى للجامعات لتعزيز جوانب التعاون مع الكلية الملكية للجراحين، وتفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين المجلس الأعلى للجامعات ممثلا فى كليات القطاع الطبي وطب الأسنان والكلية الملكية للجراحين بأدنبرة، وذلك بدعم من المجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة. 

وأوضحت د. رشا كمال المُلحق الثقافي ومدير البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة وأيرلندا، أن المكتب الثقافي المصري يعمل على تعزيز الشراكات بين مصر وبريطانيا خاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وفتح قنوات تعاون مشترك مع الجامعات والأكاديميات البريطانية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على قانون الاستثمار في مجال التعليم العالي ودور مصر الرائد في المنطقة المحيطة، مؤكدة حرص المؤسسات التعليمية ببريطانيا على عقد شراكات مع مؤسسات التعليم العالي في مصر، من خلال إنشاء أفرع للجامعات البريطانية  أو منح درجات علمية مشتركة، أو تعزيز التبادل الطلابي والأبحاث المشتركة.

ومن جانبه، قدم الوفد البريطاني الشكر للوزير لحرصه على دعم التعاون بين الكلية والجامعات المصرية، وكذا سياسة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى تطوير البرامج الدراسية والاهتمام بأعضاء هيئة التدريس وتوفير التدريب لجميع الأطباء المُنتسبين للوزارة بمستشفياتها الجامعية.

جدير بالذكر أن كلية الجراحين الملكية بأدنبرة تشمل سبعة تخصصات من بينها (كلية جراحة الأسنان، وكلية مدربي الجراحة، وكلية مدربي الأسنان، وكلية رعاية ما قبل الجراحة، وكلية رعاية ما قبل المستشفى، وكلية الرعاية الصحية عن بعد، وغيره)، وتمنح شهادة عضوية، وشهادة زمالة الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة.


حضر الاجتماع، د. وليد أنور أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ومن الجانب البريطاني البروفيسور/ تيم جراهام نائب رئيس الكلية الملكية للجراحين، والسيد/ مارك إيجان المدير التنفيذى للكلية الملكية، ود. جرانت ماكنتير عميد كلية طب الأسنان بالكلية الملكية للجراحين بأدنبرة، والأستاذة/ ماريت ادينبرت مدير العلاقات الدولية بالكلية الملكية، والسيدة/ مروة عبد العظيم مدير أول برامج التعليم بالمجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة.


الإدارة العامة للمكتب الإعلامي والمُتحدث الرسمي للوزارة

الاثنين، 5 فبراير 2024

أنطلاقة إبداعية للفنانة إنچي خورشيد في مجال الفنون التشكيلية


من أهداف المعارض الفنيه هو إلقاء الضوء علي المواهب الشبابية وأعطائهم الفرص لإبراز قدراتهم وإبداعاتهم، فقد افتتح بقاعه الاهرام للفنون بجريدة الأهرام معرض فني بعنوان ملتقي الحضارات في دورتة العاشرة الذي ضم ما يقرب من مائة مشارك بأعمار مختلفة ومن محافظات أيضا مختلفه.


 فمن أبرز من شارك في هذا المعرض هي الكاتبة الصحفية الدكتورة إنچي خورشيد مؤسس قناة إكتشاف زوون وسفيرة السلام العالمي في الأمم المتحدة فقد شاركت بتابلوة فني فوتوغرافي من تصويرها اثار اعجاب الفنانين وكل الحضور لاحدي اهم الاماكن الاثرية التي تضم بداخلها مساجد ومتاحف وآبار واصالة وعراقة، بالاضافه لكونها حصن عسكري في موقع أستراتيجي مميز فهي كانت عاصمه لمصر واتخذت مقرا للحكم.


 فشاركت أنجي بتابلوة مبهر لقلعة صلاح الدين الايوبي تحت عنوان القلعه المضيئة الذي نجح نجاح مبهر وأشاد به الجميع من فنانين وناشطين ومحبين وداعمين للفنون التشكيلية، فكادر الصورة تم ألتقاطة من زاويه جديدة مع أضافة ابداعية في اختيار الالوان وتناسقها مع الخلفيه لتعطي لايت وحيوية للصورة بجانب أضافة اضاءة فوق القباب تنير بها قباب القلعة التي تعد من أهم الآثار الإسلامية في القاهرة .


 الجميل أيضا في هذا اللوحه الفنية هو دقه التفاصيل والألوان فتركت إنچي لمسة إبداعيه لتحيي القلعة في صورة جمعت ما بين الحضارة والعصر الحديث فهناك تفاصيل في اللوحة تعمدت أن تبرزها مثل المباني و ال Satellite Dish ، وتعد هذة الانطلاقه الأبداعية والمميزة "الأولي" فهو أول عمل فني تشارك به إنچي في معرض للفنون التشكيلية .


يذكر أن المعرض أفتتح تحت رعاية اكاديمية مسعود الدوليه للفنون للمهندس عبد اللطيف مسعود ومؤسسة نهل العلم للتنمية المهندسه نهال جمال بحضور وكيل وزارة الثقافة الدكتورة فينوس فؤاد والسفيرة الفنانه خديجة خورشيد وبعض الفنانين التشكيليين الداعمين للفن التشكيلي.