الأحد، 27 مايو 2018

فضيلة الشيخ محمد عطيه.. المقال الحادى عشر بعنوان.. مع نفحات عشر المغفره .

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فحديثنا طيلة شهر رمضان سيكون - إن شاء الله تعالى - عن نعم الله وعطاياه لعباده، تحفيزا لهم على الجد والاجتهاد في طاعته وعبادته في هذا الشهر المبارك الكريم.
وحديثنا اليوم عن نعمة من نعم الله العظيمة، وعطية من عطاياه الجليلة، التي بها يتطهر العبد من أدران الذنوب والآثام، إنها المغفرة، وما أدراكما المغفرة؛ نعمة جليلة ومنحة عظيمة، فتح الله أبوابها لعباده في هذا الشهر المبارك.
فبعد أحد عشر شهراً من التقصير والتفريط، ومن الإساءة والذنوب، يأتي رمضان لغسل الذنوب ومحو السيئات والتجاوز عن الزلات، واستدراك ما كان من نقص أو سهو أو نسيان.
فرمضان شهر المغفرة، في صيامه مغفرة للذنوب، وفي قيامه مغفرة، وفي الإحسان فيه مغفرة، وفي الذكر فيه مغفرة، وفي قراءة القرآن فيه مغفرة، وفي الصلاة فيه المغفرة...
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر ».
فرمضان شهر مبارك؛ جمع الله فيه من الطاعات والقربات ما به تغفر الذنوب وتستر العيوب، وتمحى السيئات وتكثر الحسنات، وتقال العثرات وترفع الدرجات...
ما أحوجنا إلى المغفرة، فهي طريقنا إلى النجاة والنجاح، والسعادة والفلاح.
فهنيئا لمن خرج من رمضان وقد غفرت ذنوبه، وسترت عيوبه، ومحيت سيئاته، وكُفرَتْ خطاياه. ويا خسارة من أدرك رمضان فانسلخ عنه قبل أن يُغفرَ له.
• فيا من حُرمْتَ الطاعة وثقلتْ عليك العبادة؛ اسلكْ سبيلَ المغفرة، فإن الذنوب تصُدّ عن الطاعة وتجعلها ثقيلة على النفس، فترى مَن كثرتْ ذنوبه وآثامه يَكره الطاعة ويستثقلها، ويُحبّ المعصية ويتلذذ بها، يَرمي بنفسه في مواطن السوء ومستنقعات الرذيلة، منتقلا من معصية إلى معصية ومن خطيئة إلى خطيئة... وقد قال بعض السلف: إنّ من عقوبة السيئةِ السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنةِ الحسنة بعدها.
• يا من تشعرُ بقسوة القلب وغلظته؛ هذا أوانُ المغفرة، لتطهّرَ قلبك من أدران الذنوب، وتزيل عنه غشاوة السيئات. فإنّ الذنوب إذا تراكمتْ في القلب قتلته، حتى يفقدَ صاحبُه الإحساسَ بقبح المعصية وخبثها، وتصيرَ المعصية عادة له يأنس بها ويفتخر بها، ولا يستحيي من ممارستها أمام الناس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتَتْ في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلوَ قلبه، وهو الرّان الذي ذكر الله»: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]. أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وابن حبان، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق