الجمعة، 8 يونيو 2018

فضل قراءة القرآن في شهر رمضان لفضيلة الشيخ اسماعيل الراوى

جنوب سيناء امل كمال

عباد الله: اعلموا - رحمكم الله - أن لشهر رمضان الكريم شهر الصيام والقيام خصوصيةً بالقرآن؛.( نكمل كلامنا بإذن المولى )
وروى ابن أبى حاتم عن بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: أوقع في قلبي الشك قول الله تعالى -:
﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]
وقوله تعالى -:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقوله:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾
[القدر: 1]، وقد أنزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة، وفي المحرم وصفر وشهر ربيع،
فقال بن عباس ضي الله عنهما -: "إنه نزل في رمضان في ليلة القدر، وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أُنزل على مواقع النجوم ترتيلاً في الشهور والأيام.
إن الحكمة في هذا النزول هي تعظيم القرآن الكريم، وتعظيم أمر من نزل عليه، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيم الشهر الذي نزل فيه، وهو شهر رمضان المبارك الذي نعيش أيامه الفاضلة ولياليه الكريمة، وفي ذلك أيضًا تفضيل لليلة التي نزل فيها، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛
يقول الله تعالى -:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].
ثم إنّ ما تقدَّم ليدل أعظم دَلالة على عِظم شأن شهر الصيام، شهر رمضان المبارك، وأنّ له خصوصية بالقرآن؛ إذ فيه حصل للأمة من الله جلّ وعلا هذا الفضلُ العظيم نزول وحيه الكريم، وكلامه العظيم المشتمل على الهداية والنور، والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة؛
﴿هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾
[البقرة: 185]،
والهداية لمصالح الدين والدنيا، وفيه تبيين الحق بأوضح بيان، وفيه الفرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والظلمات والنور.
فحقيق بشهر هذا فضله، وهذا إحسان الله على عباده فيه أن يعظمه العباد، وأن يكون موسمًا لهم للعبادة وزادًا عظيمًا ليوم المعاد، ويدلُّ أيضًا على استحباب دراسة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والاجتهاد في ذلك، والعناية بهذا الأمر أتمَّ العناية، والإكثار من تلاوة القرآن فيه، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، والزيادة في مدارسته؛ روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في قيام رمضان في الليل أكثر من غيره، وهذا أمر يشرع لكل من أراد أن يزيد في القراءة ويطيل، وكان يصلي لنفسه فيطيل ما شاء، وكذلك مَن صلى بجماعة يرضون بإطالته، وأما سوى ذلك فالمشروع التخفيف؛ قال الإمام أحمد لبعض أصحابه وكان يصلى بهم في رمضان، قال: هؤلاء قوم ضعفاء اقرأ خمسًا، ستًّا، سبعًا، قال: فقرأت فختمتُ ليلة سبع وعشرين، فأرشده رحمه الله إلى أن يراعي حال المأمومين، فلا يشق عليهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق