الجمعة، 8 يونيو 2018

فليسعك قلبي

فليسعك قلبي
بقلم:حنان الشيمي
يختلف ارتباطنا بالأماكن، فلكل مكانٍ ذكرى في قلوبنا، وكل مكانٍ يحمل طابعًا مختلفا، فأماكن ترتبط بالنجاح وأخرى ترتبط بالحزن، وغيرها بالجمال، يتطور إحساسنا بالأماكن إذا عشنا فيها فترة وتعايشنا معها، فتتطور علاقتنا بها وتكمن في ملامحنا وشخصيتنا حسب أجواء المكان، فيصير مكانا لا نعيش فيه فقط بل يعيش فينا.. قد يكون المكان بيتا أو فندقا أو مبنى أو شارعا أو حيا أو مدينةً..... المكان لا يبوح بأسراره بسهولة.. لابد أن نغوص في تفاصيله، فقد ترتبط به وقد لا يدوم الود.. نرى أحيانا قصصا مبهرة، وأخرى ملحمية، يمنح المكان للبعض دور البطولة، وللآخر شارة خروج وللأماكن معناها ومعاناتها.. فإذا انكشفت أسرارها وضح إصرارها فباتت واحةً ننشد فيها الراحة بعد أن كانت وجعًا وقهرا وألما وأماكن تذكرنا بالأحزان، وأخرى تبهجنا وتسعدنا لنتذكر دوما أن السعادة غير باقية، والحزن لا يدوم، وهى سنة الحياة، وميقات الكون وقد تحمل سرج الليل شجى وشجون فتلقي بنا على مرافئ الحزن فنعلق على ضفة الأوجاع.. وحنينٍ يسكن الوجدان، نلتمس شراع صبرٍ فيهدينا المساء لنوة الآلام في وطنٍ صار بلا عنوان تحاربنا فيه أطياف الذكريات، وقد تكون الخيارات معقدة واستحكمت المغاليق فتسري الأمنيات كدبيب نملٍ، وتهرب الذاكرة في أنفاق الماضي ولا نجد ما نتكئ عليه سندا.. نتمعن في الزوايا، وندقق النظر في الخبايا، كحروفٍ متعانقة في قصيدة خرساء.. يطل السكون بألف وجه، وأنصاف قلوبٍ،  ويأتي الحنين حاملا ألف رغبة، وقليل عطاء، فلا نملك سوى تمتمات دعاء في همس الخفاء .
وما يرتبط بك وحدك هو الصحبة التي تلهمك بالمكان بل وتناديك لتستوطنه، فحين يمر فصل الوجع، وتزدرد العلقم ستنتقل لابد إلى فصلٍ ترشف الشهد، وتأنس فيه وتطرب.
 تذكر أيضا أن الفصول تلك في قلبك،
 يناديك قلب.. قد يكون أُما أو أبا أو أخا أو صديقا فلتنسَ المكان والزمان فوطنك قلبي .. كتف وسند في المحن، يد تربت وقت الألم، تهدهد في صمت تتلاشى في ضلوعها مستكينا راحة ورحمة، روح انتشلتك من الضيق منقوش اسمها بين ضفتي فؤادك، تقرأ حركاتك وسكناتك، تتحمل ثرثرتك
وهناك قلوب تحيط بك قطع حبك مسافات في قلوبهم
تجد راحتك عندهم، ونعيمك في حضورهم، وسعادتك في وجودهم وانشراحك في مجالستهم.. تألفهم ويألفونك..
 ذلك هو الحب الذي لا يحتاج إلى مبررات عقلية أو أدلة  منطقية  لا يحتاج إلى فلسفة أو قياسات رياضية أو مادية.
 ليس له بناء شامخ أو نظام صارم،
فالحب مورده معين القلب ونبض الخافق..
 هو إحساسٌ وتغريدٌ صادح يعزف على قيثارة القلب، ويشد أوتاره فيشدو بأجمل الألحان الحب الذى لايحمل بين طياته مصالح او مطامح
قلب ينبض بحروف اسمك بلا تكلف أو تصنع
تراه في عين تحبك تتمنى لك الخير تطمئن عليك في صمت ثم ترحل،  لا تحملك مالا تطيق ولا تطلب منك مالا تستطيع
كقلب أم يدعو لك ليل نهار، وفؤاد أب يتمنى لك الخير والنجاح
حب يجذبك اختيارا لا قهرا، ويتملكك حُرا بلا قيود، ويحتويك كوطن لأنه هتف بصدق ..فليسعك قلبي... فكان القلب أعظم وطن.

حنان_الشيمي

فليسعك_قلبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق