من المؤسف أن نستيقظ كل فترة على صوت الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يهاجم المعلمين، ويكيل لهم السباب والاتهامات، بل والسخرية من طريقة أدائهم لمهامهم داخل الفصول.
ودائما ما نراه ونسمعه وهو يعلق على شماعتهم فشل منظومة التعليم في مصر، وكأنهم هم من رسموها، أو يتحكموا في هيكلتها.
فبعد أن سخر من معلمي اللغة الانجليزية يوم كان مستشارا لرئيس الجمهورية لشئون التعليم، ثم توليه وزارة التربية والتعليم ليتهم المعلمين باللصوص في أغرب تصريحاته حول العملية التعليمية، وغيرها من الاتهامات البشعة طوال العامين ونصف منذ توليه الحقيبة الوزارية.
ليخرج علينا مؤخرا، بعد فشله الذريع في تطوير التعليم بالطريقة التي بدأها منذ عامين، ليعلق ذلك الفشل مرة أخرى على المعلمين، ولكنه يخص تلك المرة فئة معينة منهم، وهم المعلمين كبار السن على حد وصفه.
فقد أعلنها شوقي صريحة تلك المرة قائلا في المؤتمر العربي للتنمية المستدامة، أن المعلمين كبار السن هم العائق الأكبر في تطوير العملية التعليمية..
يا له من تصريح ناري، جرى على لسان وزير التعليم، أمام مؤتمر يتابعه عشرات الآلاف من شتى البلاد العربية ومن مختلف المجالات.
ما هذا يا سيادة الوزير؟
هل تعتبر المعلم الخبير الذي يبلغ من العمر تسعة وخمسين عاما، رجلا طاعن في السن أصابه الخرف أو الزهايمر؟
بأي منطق تتحدث؟ وأي شماعة تلك التي تعلق عليها فشل منظومتك تلك المرة؟
وكأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لا يعلم أن عمره وهو يتولى الحقيبة الوزارية أكبر من كل معلمي مصر سنا .. فهل أخطأت الدولة عندما أسندت له تلك المهمة؟
لماذا لا يترك شوقي الوزارة للشباب ما دام كبار السن هم العائق الأكبر في تطوير العملية التعليمية؟
يا له من تجريح صريح، اعتاد عليه الوزير المحترم، ليهاجم به الفئة الأهم في العملية التعليمية، وهي فئة المعلمين.
لكن للأسف، فهي فئة بلا ظهر يحميها، ولا لسان قوي يعبر عنها، ويدافع عن قيمتها وقامتها ومكانتها.
عجبت لك أيها الوزير المحترم!
فمنذ نعومة أظافري لم أسمع وزيرا يهاجم موظفي وزارته بهذا الشكل.
فهل رأيت وزير الداخلية يتهم ضباط الشرطة باللصوصية أو الفاشلين؟
هل سمعت وزير الاتصالات يوما يتهم مهندسي الوزارة بالفاشلين؟
هل سمعت وزير العدل يتهم أعضاء النيابة العامة ورجال القضاء بغير النزاهة؟
هل رأيت أو سمعت أو تابعت أو شاهدت رئيس الوزراء نفسه يتهم العاملين بمجلس الوزراء أو المؤسسات التابعة له بالفشل؟
هل رأيت رئيسا يعلق فشله الذريع على مرؤوسيه؟
فما بالنا الآن، وأنت تخرج علينا متهما المعلم الذي أخرج لنا ضباط الداخلية ومهندسي الاتصالات وكل رجال وزارة العدل ومجلس الوزراء، والذي أخرجك أنت شخصيا لتصل إلى ما أنت فيه..
عذرا سيدي الوزير..
فلن يتحمل المعلمون نتائج فشلك، وقد خرجت علينا مرارا وتكرارا تثبت لنا أن تجربتك في تطويرالتعليم هي الأفضل والباقية والمستمرة.
وبعد الفضائح المتكررة التي شهدناها في العملية التعليمية بالعام الدراسي المنصرم، رأيناك تخرج معلقا فشلك على عدم تأهل مصر لذلك التطوير الآن.
ومرة تخرج تعلق الفشل على شماعة أولياء الأمور.
ولكن في كل مرة تتهم المعلمين بعدم الخبرة، ونقص الدراية، واللصوصية، والكسل، وأخيرا كبار السن هم العائق وراء نجاحك..
يؤسفني أن أرى وأسمع الكل يلقي باللوم دائما على المعلمين، وهذا ما دفعني لتدشين مبادرة "من علمني حرفا"
تلك المبادرة التي حملت على عاتقي أنا "فاطمة نوح" من أول لحظة، مهمة الترويج لها، ليعرف الجميع أن من علمني حرفا، يبقى علما من أعلام حياتنا مدى الحياة.
لا .. يا وزير التعليم..
معلمو مصر أحق بالتكريم، لا بالتطاول عليهم في كل ندوة ومؤتمر
أتمنى أن يحترم وزير التعليم الحالي، وكل الوزراء اللاحقين لتلك الفئة، فئة المعلمين، حتى يحترمها الآخرون.
فوالله الذي لا إله إلا هو .. فإنهم قوام المجتمع، وإن صلحوا صلحت الأجيال القادمة، وإن فسدوا لفسدت البلاد ولن تقوم لها قائمة..
أنزلوهم منازلهم أثابكم الله.
بقلم/ فاطمة نوح
صاحبة مبادرة من علمني حرفا .. لاحترام المعلمين
ودائما ما نراه ونسمعه وهو يعلق على شماعتهم فشل منظومة التعليم في مصر، وكأنهم هم من رسموها، أو يتحكموا في هيكلتها.
فبعد أن سخر من معلمي اللغة الانجليزية يوم كان مستشارا لرئيس الجمهورية لشئون التعليم، ثم توليه وزارة التربية والتعليم ليتهم المعلمين باللصوص في أغرب تصريحاته حول العملية التعليمية، وغيرها من الاتهامات البشعة طوال العامين ونصف منذ توليه الحقيبة الوزارية.
ليخرج علينا مؤخرا، بعد فشله الذريع في تطوير التعليم بالطريقة التي بدأها منذ عامين، ليعلق ذلك الفشل مرة أخرى على المعلمين، ولكنه يخص تلك المرة فئة معينة منهم، وهم المعلمين كبار السن على حد وصفه.
فقد أعلنها شوقي صريحة تلك المرة قائلا في المؤتمر العربي للتنمية المستدامة، أن المعلمين كبار السن هم العائق الأكبر في تطوير العملية التعليمية..
يا له من تصريح ناري، جرى على لسان وزير التعليم، أمام مؤتمر يتابعه عشرات الآلاف من شتى البلاد العربية ومن مختلف المجالات.
ما هذا يا سيادة الوزير؟
هل تعتبر المعلم الخبير الذي يبلغ من العمر تسعة وخمسين عاما، رجلا طاعن في السن أصابه الخرف أو الزهايمر؟
بأي منطق تتحدث؟ وأي شماعة تلك التي تعلق عليها فشل منظومتك تلك المرة؟
وكأن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم لا يعلم أن عمره وهو يتولى الحقيبة الوزارية أكبر من كل معلمي مصر سنا .. فهل أخطأت الدولة عندما أسندت له تلك المهمة؟
لماذا لا يترك شوقي الوزارة للشباب ما دام كبار السن هم العائق الأكبر في تطوير العملية التعليمية؟
يا له من تجريح صريح، اعتاد عليه الوزير المحترم، ليهاجم به الفئة الأهم في العملية التعليمية، وهي فئة المعلمين.
لكن للأسف، فهي فئة بلا ظهر يحميها، ولا لسان قوي يعبر عنها، ويدافع عن قيمتها وقامتها ومكانتها.
عجبت لك أيها الوزير المحترم!
فمنذ نعومة أظافري لم أسمع وزيرا يهاجم موظفي وزارته بهذا الشكل.
فهل رأيت وزير الداخلية يتهم ضباط الشرطة باللصوصية أو الفاشلين؟
هل سمعت وزير الاتصالات يوما يتهم مهندسي الوزارة بالفاشلين؟
هل سمعت وزير العدل يتهم أعضاء النيابة العامة ورجال القضاء بغير النزاهة؟
هل رأيت أو سمعت أو تابعت أو شاهدت رئيس الوزراء نفسه يتهم العاملين بمجلس الوزراء أو المؤسسات التابعة له بالفشل؟
هل رأيت رئيسا يعلق فشله الذريع على مرؤوسيه؟
فما بالنا الآن، وأنت تخرج علينا متهما المعلم الذي أخرج لنا ضباط الداخلية ومهندسي الاتصالات وكل رجال وزارة العدل ومجلس الوزراء، والذي أخرجك أنت شخصيا لتصل إلى ما أنت فيه..
عذرا سيدي الوزير..
فلن يتحمل المعلمون نتائج فشلك، وقد خرجت علينا مرارا وتكرارا تثبت لنا أن تجربتك في تطويرالتعليم هي الأفضل والباقية والمستمرة.
وبعد الفضائح المتكررة التي شهدناها في العملية التعليمية بالعام الدراسي المنصرم، رأيناك تخرج معلقا فشلك على عدم تأهل مصر لذلك التطوير الآن.
ومرة تخرج تعلق الفشل على شماعة أولياء الأمور.
ولكن في كل مرة تتهم المعلمين بعدم الخبرة، ونقص الدراية، واللصوصية، والكسل، وأخيرا كبار السن هم العائق وراء نجاحك..
يؤسفني أن أرى وأسمع الكل يلقي باللوم دائما على المعلمين، وهذا ما دفعني لتدشين مبادرة "من علمني حرفا"
تلك المبادرة التي حملت على عاتقي أنا "فاطمة نوح" من أول لحظة، مهمة الترويج لها، ليعرف الجميع أن من علمني حرفا، يبقى علما من أعلام حياتنا مدى الحياة.
لا .. يا وزير التعليم..
معلمو مصر أحق بالتكريم، لا بالتطاول عليهم في كل ندوة ومؤتمر
أتمنى أن يحترم وزير التعليم الحالي، وكل الوزراء اللاحقين لتلك الفئة، فئة المعلمين، حتى يحترمها الآخرون.
فوالله الذي لا إله إلا هو .. فإنهم قوام المجتمع، وإن صلحوا صلحت الأجيال القادمة، وإن فسدوا لفسدت البلاد ولن تقوم لها قائمة..
أنزلوهم منازلهم أثابكم الله.
بقلم/ فاطمة نوح
صاحبة مبادرة من علمني حرفا .. لاحترام المعلمين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق