الأربعاء، 26 فبراير 2020

زادَني الليلُ سُهادا

رافع آدم الهاشميّ

قصيدة شعريَّة تتأَلَّف من (33) ثلاثٍ وَ ثلاثينَ بيتاً
.........
دَمعَتْ عَيني حِدادا ... تُعلِنُ الصَبرَ جِهادا
تَشتَكي الآلامَ دَوماً ... وَ زماناً وَ كَسادا
وَ نزيفاً ليسَ يَبلى ... سَاكِناً فِيَّ فُؤادا
عَجَباً يا دَهرُ إِنِّي ... لا أَرى مِنكَ ضَمادا
كُلَّما للهِ أَدنو ... زادَني الليلُ سُهادا
إِن مَضى القَلبُ لأَمرٍ ... بالهوى للهِ عَادا
يَستَبيحُ الحُبُّ قَلبي ... قَائِداً فِيَّ وِدادا
فأَرى العُمْرَ سَراباً ... مِثلَ طَيفٍ يَتَهادى
حينَها أَزدادُ شَوقَاً ... لِلقاءٍ قَد تَفادى
أَحمِلُ الصِدقَ بكَفٍّ ... غَاضَ أَفَّاقاً جَمادا
وَ بكَفٍّ أَنتَقيهِ ... وَ التُّقَى عَقَّ فَسادا
أَرفَعُ الحُبَّ شِعاراً ... مُذ بَدا العِشقُ مِهادا
جَلَّ مَن أَعبُدُ حَقَّاً ... جَاعِلَ الخَلقِ عِبادا
خَالِقُ الكُلِّ إِلهي ... واهِبَ النَّاسِ سَدادا
بنَبيٍّ اِصطَفاهُ ... ذاكَ طاها مُذ أَرادا
يا لهَولِ ما أُعاني ... مِن عَذابٍ يَتَمادى
قَد أَتاني بجِراحٍ ... آهُها اِزدادَ اِرتِدادا
هَدَّني ليلاً وَ صُبحاً ... فابتَلاني وَ تَبَادى
جاءَني الأَحزانَ قَسرَاً ... بَينَ جَمعٍ وَ فُرادى
ما اِستَسغتُ العُمْرَ يوماً ... أَو جَنَيتُ لي مُرادا
عِشتُ في بؤسٍ شَديدٍ ... صُبحُهُ كانَ سَوادا
هَمَّني غَمَّاً كَئيباً ... أَعجميَّاً ليسَ ضادا
في الثرى أَبكي بصمتٍ ... أَرتَجي الموتَ حَصادا
ما ظَننتُ أَنَّ دَهري ... هكذا زادَ عِنادا
بقريبٍ وَ غَريبٍ ... خائنانِ أَو يَكادا
أَبدَعا في الظُلمِ حَتَّى ... أَصبَحَ الظُلمُ اِرتيادا
أَكثرا في الغَدرِ حَتَّى ... أَصبَحَ الشَرُّ اِصطيادا
أَقبَلا في أَلفِ وَجهٍ ... كاذِبٍ جَبَّ عِتادا
يا إِلهَ الكَونِ إِنِّي ... أَشتَكي الجَورَ مِدادا
فأَغثني يا إِلهي ... مُبعِداً عَنِّي شِدادا
إِنَّني أَرجوكَ صِدقاً ... راجياً مِنكَ وِفادا
ضاقَتِ الأَرضُ وَ عاثتْ ... بعدما أَودَتْ بلادا
فاستَجِب مِنِّي دُعاءً ... وَ اجعَلِ الفَجرَ مَعادا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق