السبت، 16 مايو 2020

إنهيار الأعمال الحرة ولا توجد إستراتيجية واضحة للخروج من الأزمة.

كتب /أيمن بحر 

اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي على الرغم من أن حكومة الكيان الغاصب الإسرائيلى تواجه جائحة كرونا التى تمزقها وتخنق إقتصادها وضياع وإنهيار الأعمال الحرة ولا توجد إستراتيجية واضحة للخروج من الأزمة. بالإضافة الى الإتهامات الجنائية التى تواجه رئيسها نتنياهو الا أنها هروباً من هذا المأزق تتجه لعودة ملف المستوطنات. عقب ثلاث إنتخابات شرسة تنافس فيها بنيامين نتنياهو عن حزب الليكود. وتحالف أزرق أبيض بقيادة بينى غانتس. لكن أزمة كورونا جعلتهما يتفقان على حكومة الإتلاف الوطنية. سيقود نتنياهو الحكومة الجديدة لمدة ثمانية عشر شهراً الأولى يليه غانتس ثمانية عشر شهراً أخرى. والمعارك السياسية لن تنتهى بعد على الرغم من نفى نتنياهو إتهامه بالفساد الا أن محاكمته على وشك الإجراء. وأن الحكومة تواجه مأزق سياسى وآخر صحى, ظهر على السطح توسع المستوطنات على الأرض العربية المحتلة. ملف المستوطنات الإسرائيلية- ماذا تخفى عودته الى الواجهة؟. تعتزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة مناقشة سبل ضم المستوطنات وغور الأردن الى إسرائيل كجزء من صفقة القرن هذا التوقيت يطرح تساؤلات حول أسباب التركيز على ذلك بدلاً من حشد الجهود لمواجهة تحديات كورونا الصحية والإقتصادية؟. 
هل ينفذ الفلسطينيون تهديدهم بالإنسحاب من عملية السلام فى حال ضم نتنياهو أجزاء من الضفة الغربية الى إسرائيل. واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى يتزعم حزب الليكود الإسرائيلى والمتهم بالفساد هزيمة فى الإنتخابات الأخيرة كادت أن تطيح بمستقبله السياسى. غير أن إتفاقه مع منافسه بينى غانتس على تشكل حكومة طوارئ أو حكومة وحدة وطنية أعاد الأمل من جديد أمام طموحاته السياسية. 
ومع هذا فإن الوقت لا يسنح له بالجلوس وتنفس الصعداء فالحكومة الجديدة التى جاءت بعد حالة من الجمود السياسى غير المسبوق وثلاث إنتخابات غير حاسمة فى أقل من عام ونصف كانت منذ بدايتها أمام تحديات صحية وإقتصادية صعبة تسبب بها إنتشار فيروس كورونا. وزاد من صعوبة التحديات رفض المتدينين الإسرائيليين لإجراءات العزل وقواعد الحجر الصحى، إضافة الى تصاعد العنف بينهم وبين السلطات الإسرائيلية.
غير أن الوضع الجديد من جانب آخر سمح لنتنياهو بالمضى فى خطته لضم أجزاء جديدة من الضفة الغربية بدعم من إدارة الرئيس ترامب والبدء فى توسيع المستوطنات الإسرائيلية؛ والتى أكد عليها وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى حديث مع صحيفة إسرائيل هايوم إستناداً لما يسمى "خطة السلام أو صفقة القرن.
إتفق رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو وخصمه الرئيسى بينى غانتس على تشكيل حكومة طوارئ وطنية، بعد إجراء ثلاث إنتخابات غير حاسمة خلال أقل من عام. وتنهى هذه الخطوة المثيرة للجدل حالة من الجمود السياسى غير المسبوق. 
لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يرفع فيها نتيناهو ورقة ضم المستوطنات وغور الأردن أمام قاعدته اليمينية فقد قام برفعها فى وجه خصومه مع بداية كل جولة إنتخابية المنصرم، وكما يبدو فإن الدعم الأمريكى لهذه الخطة جعله أكثر تحمساً للبدء فى تطبيق وعوده. ويبدو أن هذا الدعم يعطيه فرصة  ثمينة لكسب الوقت وإبعاد الأنظار عن تبعات أزمة جائحة كورونا وتهم الفساد التى يواجهها.
ويشرح الكاتب الإسرائيلى عاموس هاريئل فى مقال له عبر موقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن توزيع الحقائب الوزارية فى حكومة الوحدة الجديدة يستند على محاولة إنقاذ نتنياهو وليس على مكافحة الفيروس التاجى إذ أمر وزير الدفاع الإسرائيلى نفتالى بينيت بالتصديق على توسيع مستوطنة إفرات بحوالى 11 الف دونم قبيل مغادرته الوزارة؛ من أجل فرض أجندة الضم على الحكومة الجديدة. ولعل الأزمة الإقتصادية التى يرى هاريئل أنها تحوم فوق إسرائيل ولا يمكن التهرب منها كفيلة بسحب البساط من تحت أقدام التشكيل الحكومى الجديد وعليه فإن خطة الضم وتوسيع المستوطنات تبدو حلاً سحرياً لكسب الهدوء اليمينى فى إسرائيل مؤقتاً، ووقف الضغوطات التى تواجه الحكومة الجديدة.من جانب آخر فإن إستعجال نتنياهو لتوسيع المستوطنات يتزامن مع إقتراب موعد الإنتخابات الأمريكية والمخاوف الإسرائيلية من فوز منافس ترامب الديموقراطى جو بايدن، والذى ترى صحيفة تاتس الألمانية بأنه سيجعل من قرار الضم إتفاقاً خارج الطاولة
التحديات التى واجهها نتنياهو وما يزال تتشابه مع تلك التى تواجه صديقه ترامب حالياً، ففى حين تشير بعض الدول الى بدء تعافيها من جائحة كورونا فإن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تتربع رأس القائمة بأعداد الإصابات والوفيات، ما يجعل فرص إعادة إنتخاب ترامب صعبة فى الوقت الحالى، لاسيما مع التغيرات فى بعض الولايات المؤيدة للحزب الجمهورى الذى ينتمى اليه ترامب. ومما يعنيه ذلك أن هذا الوقت، هو الفترة المثالية لبدء سداد الدين إذ أن ترامب رجل الأعمال كما تكتب صحيفة جورزاليم بوست ينتظر من نتنياهو مقابلاً للخدمات السياسية التى قدمها له. فما الذى يريده ترامب من نتنياهو؟. تجيب الصحيفة على هذا السؤال قائلة إن تقديم يد العون فى اللإنتخابات المقبلة هو المطلوب  ولكن ليس لكسب الأصوات اليهودية بل لمساعدته بأصوات الإنجيليين. وترى الصحيفة أن ترامب ليس لديه فرصة حقيقية لتحقيق تقدم كبير كسب أصوات اليهود بغض النظر عما يفعله لإسرائيل ولذلك فإن نتنياهو لا يستطيع فعل الكثير لمساعدته هناك، ومع ذلك يمكنه تقديم الدعم عن طريق الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل وترامب. ولدى هؤلاء إيماناً عميقاً ورؤية لاهوتية للعالم تؤكد أن المجئ الثانى ليسوع وبداية نهاية الزمان لن يصبحا حقيقة الا عندما يسيطر اليهود على القدس وبعبارة أخرى فإن ضم أجزاء من قلب المدينة المقدسة هو أمر من شأنه أن يدغدغ مشاعر الإنجيليين فى الإنتخابات. وتضيف الصحيفة أن كسب المزيد من الأصوات بين الإنجيليين ليس ما يطمح اليه ترامب فقط إذ أن هذا مضموناً، ولكن ما يبحث عنه أيضاً هو حماسهم وشغفهم فى تحريك الجماهير تجاهه فى الولايات التى تبدو المنافسة محتدمة بينه وبين غريمه ودفعهم للعمل بدلاً عنه فى الدعاية الإنتخابية وكسب أصوات جديدة. قرار ضم المستوطنات جعل من عمل وزير الخارجية الإسرائيلى الجديد غابى أشكنازى أكثر صعوبة، وقد يحتاج الى مهارة خاصة للدفاع عن هذه الخطوة أمام العالم. إذ أن القرار يواجه رفضاً من المجتمع الدولى ووفقاً لـتاتس فإن العقوبات الإقتصادية هى أحد ردود الفعل المطروحة للنقاش فى إجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبى غداً الجمعة.وقد حذرت الأمم المتحدة من تبعات الضم ورأت أنه قد يدمر أى أمل فى السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل والذى أكده الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى خطابه حينما أشار الى أنه سيتم إعادة النظر فى الموقف الفلسطينى من كل الإتفاقيات والتفاهمات مع إسرائيل أو واشنطن فى حال ضم أى جزء من أراضى الضفة الغربية.ويرى رونى شاكيد من معهد هارى إس ترومان لتنمية السلام فى القدس، فى حديث له مع تاتس أن الضم يمكن أن يثير إنتفاضة جديدة فى الضفة الغربية وحرب مع غزة وسيضع حداً لإتفاقيات السلام مع مصر والأردن والعلاقات مع الدول العربية. فى هذا السياق كانت حكومة الأردن الأولى عربياً فى التحذير من تداعيات الضم وإعتبرته خطوة كارثية ستقتل فرص تحقيق السلام وستدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق