كتب /أيمن بحر
حدوتتنا اليوم من نوادر أهل الغردقة بالبحر الاحمر عن مقالب "أحمد عفيفى الحرامى".تعتبر التجمعات بين الأصدقاء بمثابة المواسم لتدبير المقالب والمواقف المضحكة، والغرض منها غالبا ما تكون للفكاهة، وتكون بين الأشخاص ذوي العلاقة القوية ويعرف ردة فعلهم المتقبلة للمقلب، ليس كل شخص يمكنة القيام بعمل المقالب لأن الأمر يتطلب شيء من الكاريزما وحس الدعابة بالإضافة إلى فن التحايل والتخطيط المتقن لإقناع الضحية حتى الوقوع فى المقلب، وهذا تماما ما يجيده الأخ "أحمد عفيفى" صاحب الموهبة في هذا المجال، وعلى الرغم من أن الشباب هم الاكثرية الذين يقومون بإفتعال المقالب فيما بينهم، إلا أن أحمد عفيفى لا يزال يمارس هوايتة التى إمتدت معة إلى هذا السن، لأن لة رصيد كبير من الأصدقاء الطيبين ينتقى منهم ضحاياه كيفما يشاء، ولا يتوانى فى إستغلال أى موقف لتحويلة إلى كوميدى ليبهج بة الحاضرين، ويضحكنا كثيرا عند تذكرة بعض المواقف والمقالب من ذاكرتة الحافلة بالكثير منها، وفي كل مرة تعجبنا طريقة سردة لها رغم قدمها وسماعها منة أكثر من مرة.اعتاد أصدقاء الحاج أحمد عفيفى الجلوس معة فى دكانة بصفة يومية للحديث والسمر، وفى أحد الأيام تصادف وجود والأستاذ "محمد عباس" الشهير بـ "محمد الغرابلى" مع صديق عزيز علينا رفض أن يذكر إسمة فى الحدوتة فاحترمنا رغبتة واشرنا إلية بإسم (الكبير)، وكانت العلاقة بين الغرابلى والكبير سطحية، أى فى حدود السلام والحديث المقتضب، والغرابلى بطبيعتة إجتماعى من الدرجة الأولى محب للفكاهة ودائما ما يتحدث بعفوية وبطريقة تلفت نظر من لا يعرفة.
بعد إنتهاء الجلسة التى كانت تجمعة مع الكبير وأحمد عفيفى، إنصرف الغرابلى وكان قد تحدث فى عدة موضوعات متنوعة منها الجاد ومنها المضحك أبدع فيها بطريقتة المميزة المثيرة للجدل، وأصبح لدى الكبير بعض الملاحظات على هذه الشخصية الغريبة جعلتة يذهب بتفكيرة بعيدا لدرجة الشك فى سلامة قوى الغرابلى العقلية، فاراد أن يعرف الحقيقة من عفيفى، ودار بينهما هذا الحوار:
الكبير: مالة دة ياحمد .... بيتكلم كدا لية؟
عفيفى: ربنا يشفى كل مريض.
الكبير: مريض؟ ..... مخة تعبان يعنى؟.
عفيفى: تعبان دى قليلة ..... إنت متعرفش ولا أية؟.
الكبير: أعرف أية؟
عفيفى: دة مجنون وبيتعالج.
الكبير: ياساتر يارب اللهم أحفظنا يارب.عفيفى: أيوة ياعم وحجزوة فى مستشفى الأمراض العقلية فى العباسية ... معقولة مسمعتش؟ دى الغردقة كلها عارفة. الكبير: لا والله ما أعرف ..... وعلى كدا قعد كتير فى المستشفى؟.
عفيفى: كتير؟ ..... كتير مين؟ ..... دة يدوبك دخلوة المستشفى من هنا، تانى يوم كان فى الغردقة.
الكبير: عالجوة يعنى؟
عفيفى: لا .... هرب.
الكبير: يخرب بيتك يا احمد وبتخلية يقعد معانا؟ ... إحنا ناقصين مجانين.
عفيفى: خلى بالك منة دة لو جاتلة الحالة ممكن يخليك غافل ويخبطك بأى حاجة فى إيدة .... آة أنا نبهت عليك.
الكبير: ياساتر يارب ... للدرجة دى .... لا ياعم لو شفتة عندك تانى همشى على طول مش هقعد.
إنتهى الحوار وأصبح لدى الكبير قناعة رسخها عفيفى فى ذهنة بأن الغرابلى "مجنون"، وبناء على ذلك بدأ عفيفى يفكر فى تدبير مقلب للكبير، وبعد مرور يومين جاء الغرابلى وأخبرة بما دار بينة وبين الكبير وقال لة (تصدق الكبير بيقول عليك مجنون؟ أنا لو منك مسيبهوش)، ضحك الغرابلى وقال (أنا مجنون؟ هههههههه طيب بعد إذنك سيبهولى ..... أنا هشتغلهولك)، فقال عفيفى (خد راحتك على الآخر .... على أقل من مهلك وعاوز أسمع أخبار تفرح ...... قال مجنون قال!).
بعد مرور عدة أيام وبينما كان عفيفى يحضر فحم "للشيشة" من (قهوة أبو الحسن الشاذلى) القريبة من الدكان ... قابل الغرابلى وقال لة لقد تركت الكبير جالسا وحيدا فى الدكان، فقال الغرابلى (حلو .... إستنا إنتا شوية فى القهوة وبعدين تعال ... أنا هورية الجنان على حق)، إنطلق الغرابلى مهرولا ودخل الدكان بطريقة مفاجئة متقمصا دور المجنون جاهم الوجة والشرار يخرج من عينية، وجلس على الكنبة القريبة من الباب دون أن يتفوة بكلمة أو حتى يلقى السلام على الكبير وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة بصوت منخفض، وقف الكبير محاولا الخروج لكن بنظرة من الغرابلى تراجع وجلس متوترا وتذكر نصيحة عفيفى (خلى بالك منة دة ممكن يخليك غافل ويخبطك بأى حاجة فى إيدة)، أخذ الكبير يفكر فى طريقة للخروج من هذا المأزق قبل أن يقوم بأى تصرف لايحمد عقباة، وظل يراقبة ومسلطا النظر ناحيتة لا يكاد يرفع عينة عنة، لم يكترث الغرابلى بتحركاتة .... فقد كان يتظاهر بالقراءة فى صحيفة كانت بيدة يقلب صفحاتها من الحين للآخر بطريقة مفاجئة تحث صوتا يرعب بة الكبير فى كل مرة، وبعد فترة مصطنعة من الصمت والسكون أخذ الغرابلى يستدير برأسة يسارا ناحية الكبير ببطىء شديد حتى إستقر نظرة على وجة فأخد يحملق موسعا حدقة عينة.
الآن الكبير محشور فى أحد أركان الدكان يتصبب عرقا لا يسطيع الهرب للخارج لأن الغرابلى يجلس بالقرب من الباب، وحركاتة لا تنبأ بخير وإحتمالية وقوع هجوم مفاجىء أصبحت وشيكة فماذا يفعل؟، كان بالقرب من الكبير (مفتاح عجل صليبة) على الأرض، فأخذ يسحبة برجلة ويقربة ناحيتة لإستخدامة فى الدفاع عن نفسة، وعلى الجانب الآخر مازال الغرابلى يمسك بالصحيفة ويحملق بعينية، وفى تطور جديد أخذ يحرك حاجبية والكبير فى قمة التوتر والخوف وفى إنتظار وقوع مصيبة فى أى لحظة، وفجأة ...... وقف الغرابلى وصرخ فى وجهة بصوت عال مع تحريكة الصحيفة بيدية محدثا صوتا مفاجئا أرهب بة الكبير الذى إنتفض وشرع يدة (بمفتاح العجل) وبحركة لا إرادية هجم على الغرابلى الذى راوغة وفر مسرعا خارج المحل وتبعة إلى الشارع وهو يسب ويلعن بصوت عال وهستيرى، مما جعل الغرابلى يعبر الطريق بسرعة البرق وسط السيارات المسرعة دون إعتبار لها أو حذر منها لكن الله ستر.
كان عفيفى فى الخارج يراقب الموقف من بعيد منتظرا النتائج، وعند رؤيتة التطور الأخير تدخل على الفور وركض خلفهما ثم أعادهما إلى الدكان وأجلسهما لتصحيح الموقف وهو يضحك على مشهد المطاردة فى الشارع، جلسوا جميعا ينهجون لكن مازال الخوف يسيطر على الكبير فأصر على ان تكون هناك مسافة كافية بينه وبين الغرابلى، وفى جو من الضحك المتواصل أخبرة عفيفى بأن ماحدث هو مقلب دبرة مع الغرابلى، وأن الرجل ليس بمجنون ولكنة يحب الهزار والضحك ليس إلا.
بعد إنتهاء الجلسة التى كانت تجمعة مع الكبير وأحمد عفيفى، إنصرف الغرابلى وكان قد تحدث فى عدة موضوعات متنوعة منها الجاد ومنها المضحك أبدع فيها بطريقتة المميزة المثيرة للجدل، وأصبح لدى الكبير بعض الملاحظات على هذه الشخصية الغريبة جعلتة يذهب بتفكيرة بعيدا لدرجة الشك فى سلامة قوى الغرابلى العقلية، فاراد أن يعرف الحقيقة من عفيفى، ودار بينهما هذا الحوار:
الكبير: مالة دة ياحمد .... بيتكلم كدا لية؟
عفيفى: ربنا يشفى كل مريض.
الكبير: مريض؟ ..... مخة تعبان يعنى؟.
عفيفى: تعبان دى قليلة ..... إنت متعرفش ولا أية؟.
الكبير: أعرف أية؟
عفيفى: دة مجنون وبيتعالج.
الكبير: ياساتر يارب اللهم أحفظنا يارب.عفيفى: أيوة ياعم وحجزوة فى مستشفى الأمراض العقلية فى العباسية ... معقولة مسمعتش؟ دى الغردقة كلها عارفة. الكبير: لا والله ما أعرف ..... وعلى كدا قعد كتير فى المستشفى؟.
عفيفى: كتير؟ ..... كتير مين؟ ..... دة يدوبك دخلوة المستشفى من هنا، تانى يوم كان فى الغردقة.
الكبير: عالجوة يعنى؟
عفيفى: لا .... هرب.
الكبير: يخرب بيتك يا احمد وبتخلية يقعد معانا؟ ... إحنا ناقصين مجانين.
عفيفى: خلى بالك منة دة لو جاتلة الحالة ممكن يخليك غافل ويخبطك بأى حاجة فى إيدة .... آة أنا نبهت عليك.
الكبير: ياساتر يارب ... للدرجة دى .... لا ياعم لو شفتة عندك تانى همشى على طول مش هقعد.
إنتهى الحوار وأصبح لدى الكبير قناعة رسخها عفيفى فى ذهنة بأن الغرابلى "مجنون"، وبناء على ذلك بدأ عفيفى يفكر فى تدبير مقلب للكبير، وبعد مرور يومين جاء الغرابلى وأخبرة بما دار بينة وبين الكبير وقال لة (تصدق الكبير بيقول عليك مجنون؟ أنا لو منك مسيبهوش)، ضحك الغرابلى وقال (أنا مجنون؟ هههههههه طيب بعد إذنك سيبهولى ..... أنا هشتغلهولك)، فقال عفيفى (خد راحتك على الآخر .... على أقل من مهلك وعاوز أسمع أخبار تفرح ...... قال مجنون قال!).
بعد مرور عدة أيام وبينما كان عفيفى يحضر فحم "للشيشة" من (قهوة أبو الحسن الشاذلى) القريبة من الدكان ... قابل الغرابلى وقال لة لقد تركت الكبير جالسا وحيدا فى الدكان، فقال الغرابلى (حلو .... إستنا إنتا شوية فى القهوة وبعدين تعال ... أنا هورية الجنان على حق)، إنطلق الغرابلى مهرولا ودخل الدكان بطريقة مفاجئة متقمصا دور المجنون جاهم الوجة والشرار يخرج من عينية، وجلس على الكنبة القريبة من الباب دون أن يتفوة بكلمة أو حتى يلقى السلام على الكبير وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة بصوت منخفض، وقف الكبير محاولا الخروج لكن بنظرة من الغرابلى تراجع وجلس متوترا وتذكر نصيحة عفيفى (خلى بالك منة دة ممكن يخليك غافل ويخبطك بأى حاجة فى إيدة)، أخذ الكبير يفكر فى طريقة للخروج من هذا المأزق قبل أن يقوم بأى تصرف لايحمد عقباة، وظل يراقبة ومسلطا النظر ناحيتة لا يكاد يرفع عينة عنة، لم يكترث الغرابلى بتحركاتة .... فقد كان يتظاهر بالقراءة فى صحيفة كانت بيدة يقلب صفحاتها من الحين للآخر بطريقة مفاجئة تحث صوتا يرعب بة الكبير فى كل مرة، وبعد فترة مصطنعة من الصمت والسكون أخذ الغرابلى يستدير برأسة يسارا ناحية الكبير ببطىء شديد حتى إستقر نظرة على وجة فأخد يحملق موسعا حدقة عينة.
الآن الكبير محشور فى أحد أركان الدكان يتصبب عرقا لا يسطيع الهرب للخارج لأن الغرابلى يجلس بالقرب من الباب، وحركاتة لا تنبأ بخير وإحتمالية وقوع هجوم مفاجىء أصبحت وشيكة فماذا يفعل؟، كان بالقرب من الكبير (مفتاح عجل صليبة) على الأرض، فأخذ يسحبة برجلة ويقربة ناحيتة لإستخدامة فى الدفاع عن نفسة، وعلى الجانب الآخر مازال الغرابلى يمسك بالصحيفة ويحملق بعينية، وفى تطور جديد أخذ يحرك حاجبية والكبير فى قمة التوتر والخوف وفى إنتظار وقوع مصيبة فى أى لحظة، وفجأة ...... وقف الغرابلى وصرخ فى وجهة بصوت عال مع تحريكة الصحيفة بيدية محدثا صوتا مفاجئا أرهب بة الكبير الذى إنتفض وشرع يدة (بمفتاح العجل) وبحركة لا إرادية هجم على الغرابلى الذى راوغة وفر مسرعا خارج المحل وتبعة إلى الشارع وهو يسب ويلعن بصوت عال وهستيرى، مما جعل الغرابلى يعبر الطريق بسرعة البرق وسط السيارات المسرعة دون إعتبار لها أو حذر منها لكن الله ستر.
كان عفيفى فى الخارج يراقب الموقف من بعيد منتظرا النتائج، وعند رؤيتة التطور الأخير تدخل على الفور وركض خلفهما ثم أعادهما إلى الدكان وأجلسهما لتصحيح الموقف وهو يضحك على مشهد المطاردة فى الشارع، جلسوا جميعا ينهجون لكن مازال الخوف يسيطر على الكبير فأصر على ان تكون هناك مسافة كافية بينه وبين الغرابلى، وفى جو من الضحك المتواصل أخبرة عفيفى بأن ماحدث هو مقلب دبرة مع الغرابلى، وأن الرجل ليس بمجنون ولكنة يحب الهزار والضحك ليس إلا.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق