بقلم :أميرة أحمد.
قصة قصيرة..
"أحببت طفلة"
حين أحببتك كنت لا أملك من حطامِ الدنيا شيئًا سوىَ قلب أحبكِ بكلِ أوتي من مشاعرِ، لم أستطعْ تخيلَ أحدًا غيركِ يقاسمني حياتى، لم أرَ بديلا لأبسامتكِ التى كانت تهون سخف الحياة وشقاءها، أحببتكِ حد الجنون، كنتِ دعائي الدائم في صلواتي، حتى صرت ِ زوجتي ورفيقة أيامى، جاء مع قدومك الخير وتبدلت بحنو متاعبى إلى استقرارا وسكينة تملأ روحي،
لا أنسى يومها حين همستِ لي والتردد يقيد كلماتك فى رغبتك بحديقة تزينها الزهور أهمها الورد والفل والياسمين، فرائحتهم
تسعدك كثيرًا، أكرمنى الله بأرض فكرت فى حديقتها من أجلكِ قبل بناء منزلها، وبنينا منزلنا سويًا بحديقة تزينه كما تمنيتِ، كنت أسعدُ بشراءِ زهوركِ المفضلةُ على مراتِ، لأسعدَ كل مرة لسعادتكِ بها، زاد كرمِ اللهُ لنا بأن أنعمَ علينا بعمرو ثم كريم،
جعل وجودهما من الحياةِ حياة أجملَ، كانا الحلم والطموح، لم تبخلِ عليهما بوقت أو جهد، أذكر مرة رأيتك تقرأين كتاب للفلسفة وتبحثين عن شروح له عبر الإنترنت
سألت لم كل هذا العناء يا عزيزتي؟
أجبتِ والإنشغال بأمر هذا الكتاب يظهر على ملامحك : أنسيت أن عمرو سيدرس ذلك الكتاب العام القادم إن شاء الله ،، ويجب أن أكون مستعدة لمذاكرته معه،، ابتسمتُ وظللتَ أتأملك ِ ونور من الشيب بدأ يتوج شعرك، لم يكن لنا شاغل سوى الأولاد وحديقتنا التى أصبحت مع الزمن روضة تبهر الناظرين، التحق عمرو بكلية الطب كما حلمت ِ كنت أشعر بفرحتكِ أكثر من عمرو نفسه، كان يومها كأنه العيد أعددت أطباق من الحلوى وصنعت العصائر حتى جدران المنزل أصابها وهج من فرحكِ بزينة رقيقة تشبه رقتكِ، رغم تقدم عمركِ إلا أن العمر لم يزدكِ إلا جمالًا وتألقًا،ابتهجنا جميعا في ذلك اليوم، مر عامين على ذلك الإحتفال ليلتحق كريم بكلية الهندسة، لتقيمي شعائر السعادة بالمنزل مرة أخرى، سرعان ما انقضت سنوات دراستهما،، ليبديا رغبتهما فى السفر للخارجِ، رفضتُ وأنت كذلك رفضتِ تفجر فى البيتِ بركان من الحزنِ، أكان ذلكَ خطأنا يومَ أعلينا سقفَ طموحهماَ ليقررًا تركنا على حسابِ أحلامهما، لم تفلحْ كل محاولاتنا معهم، سفرا كما أرادا، كل واحد فى بلدِ غير الآخر، ليزيدًا الأمر شقاءً علينا، تسللت الوحدة والحزن لقلبينا دفعة واحدة، عدنا للإهتمام بحديقتنا من جديد مطمئين لعدم قدرتها على فراقنا ذات يوم، رغم تيسر سبل التواصل إلا أنها كانت معهما عسرة لانشغالهما الدائم، تضاءلت اتصالاتهما مع الوقت حتى إنقطعت تمامًا، كنتِ تتساءلين بغضب من الذى غرس فيهما كل هذه القسوة؟ أهذا هو الجزاء؟ كنت أشفق عليكِ كثيرًا.. لم ينتهى الأمر عند ذلك الحد، بدأت ألاحظ نسيانك لأمور كثيرة،
كان أوله عند عوتنا من السوقِ، وقفت تائهة لا تدرى من أي ناحية كان طريق العودة، هدأت من روعكِ وأمسكت يدك برفق وعدنا لم تنطقي طوال الطريق ببنت شفه، ظللتِ صامتة حتى بعد وصولنا لأكثر من ساعتين كانت الصدمة تنفث دخانها فى رأسك، تكرر نسيانك حتى فكرت فى عرضك على طبيب الذى أخبرنى بعد فحوصات وأشعة، انها بداية أعراض مرض زهايمر، جاءت مبكرة لأسباب وراثية، لم أكن أفضل إخبارها لكن الطبيب أخبرني بأنه يجب ذلك وذلك لممارسة التمارين العقلية الذي سوف تحفز الذاكرة إلى جانب العلاج الطبي، بدأت معها التمارين العقلية، والعلاج إلى جانب أنني صنعت لها بطاقات بأسماء الغرف كالحمام مثلا ورسائل تذكير على الهاتف الخاص بها بكل ما هو هام، حتى برنامجها المفضل لم أنس موعده جعلت له رسالة تذكيرية،
أوليتها كل إهتمامى، عادت كطفلة من جديد، تبكى لأقل الأشياء، تخشى الوحدة، لو غبت عنها قليلًا تعانقنى كما لو كنت قد سافرت، رغم كل ما بذلناه إلا أن حالتها بدأت تسوء، أحيانا كانت تظنني سارق للبيت، بعد وقت طويل تستدرك أننى زوجها المحب لها، فتشعر بالحرج وتنذوى فى ركن تبكى، استحالت حياتها لكابوس مفزع، كنت أسمعها تقول لو كان مرض عضوى لقطعت ذلك العضو واسترحت لكنه كالسم يسري فى عقلى، رغم ذلك لم تستسلم كانت تحاول دائما للتأقلم مع مرضها، ولم تكتف عند ذلك الحد استطاعت تأليف أكثر من كتاب فى مجالها الدارسى حتى إنتشر أمرها مؤلفة علمية تؤلف كتابين رغم إصابها بمرض الزهايمر لتنال تكريم عظيم، نسيت خلاله كلمتها.. نسيت كل شئ إلا أن تشكرنى لتعانقني بعدها وتبكي كأجمل طفلة أنجبتها الحياة لي.
بقلمي
أميرة أحمد.
بقلم:سحر عزام
نادته بعين كحلها الرجاء أن اقترب، دعنى أذوب فيك، أحتمى بك وألوذ منك إليك.
دعنى أقتل تلك المسافة وذياك الشموخ الذى أقصاك، دعنى أنفض خواءً احتلنى لأعتمر بك، وأوجاعا أقضت خافقى لأبوح عجزى لك، ولتكن أضلاعك وسادة لرأسي الذى افترشته الأفكار، وليكن دنُوَّك منى اعتذارا على ماسلف من فراق.
طالعها بنظرة ملؤها الكبرياء، وحنين دثره الإختباء.
فاسترسلت وكان حديثها آخر قشة فى يم الأفكار:
إن كنت فى عليائك ترجو راحة بلاى، فابق حيث أنت ولى رب وخافق لن يمل الرجاء.
فمال إليها وفى ميله استقام...
وفى ميله احتواء...
وفى ميله عناق..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق