كتبت : جيهان الجارحي
عقد "أنطونيو غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة ، مؤتمر المانحين لدعم اليمن والدعوة إلى توفير التمويل اللازم لجهود الإغاثة ؛ وذلك لتفادي حدوث مجاعة على نطاقٍ واسع ، فيما يُعد أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم منذ عقود .
شارك في استضافة المؤتمر حكومتا السويد وسويسرا ، كما شاركت أكثر من 100 حكومة وجِهة مانحة ، ومنظمات دولية ومسئولي الإغاثة.
يُذكَر أن اليمن يشهد في تلك الآونة ، أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج ثلثا سكانه إلى المساعدات العاجلة ، ومن المتوقع أن يعاني من الجوع أكثر من 16 مليون شخص خلال هذا العام ، فيما يعيش نحو 50 ألف يمني في ظروف تشبه المجاعة ، ومُعرَّضين للموت جوعا ، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة ، التي دعت في المؤتمر إلى توفير 3.85 مليار دولار هذا العام لمساعدة 16 مليون يمني في حاجة ماسة إلى الغذاء ، حيث تشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من نصف أطفال اليمن تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية ، من ضمنهم 400 ألف طفل مُهددون بالموت ، إن لم يتلقوا العلاج بشكل عاجل .
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته خلال المؤتمر : "إن الحياة في اليمن الآن لا تُطاق بالنسبة لمعظم الناس.. الطفولة في اليمن شكل خاص من أشكال الجحيم .. الحرب تبتلع جيلا كاملا من اليمنيين .. لابد أن نُنهي الحرب ونبدأ في التعامل مع عواقبها الوخيمة على الفور".
وأشار غوتيريش إلى أنه في اليمن يموت طفل كل 10 دقائق جرّاء الفقر والجوع والمرض .
وتحت وطأة المجاعة، وسوء التغذية، وجائحة كورونا "كـوفيد-19"، والكوليرا ، حثَّت الوكالات الإنسانية المانحين على توفير التمويل الإنساني في أسرع وقتٍ ممكن ؛ لمساعدة أكثر من 16 مليون شخص في اليمن خلال عام 2021.
ومن المؤسف أن تمويل العمليات الإنسانية في اليمن انخفض بشكل ملحوظ خلال عام 2020 ، حيث لم تتلقَ الأمم المتحدة وشركاؤها سوى 1.9 مليار دولار فقط ، وهو ما يُعد نصف ما تلقونه لعمليات الإغاثة في اليمن خلال عام 2019.
وفي أعقاب المؤتمر ، أعلن غوتيريش أن نتائج المؤتمر جاءت مُخيِّبة للآمال ، حيث تعهدت الدول المانحة بتقديم 1.7 مليار دولار فقط مساعدات لليمن ، في حين أن المطلوب هو 3.85 مليار دولار لاحتواء الأزمة .
ولنا أن نتساءل : إذا التزمت الدول المانحة بتقديم المساعدات الإنسانية لأشقائنا في اليمن ، هل نضمن وصول تلك المساعدات لمستحقيها ؟!
إن اليمن يعاني ويلات الصراع والانقسام على مدار تسعة أعوام ، قضت خلالها الحروب العسكرية على الأخضر واليابس ، وسيطر الحوثيون في صنعاء وغيرها على الكثير من المساعدات الإنسانية التي كانت تُمنح من قِبَل منظمات الإغاثة ، حيث وجهوا تلك المساعدات لخدمة المجهود الحربي وتجنيد الأطفال .
إن الجيش اليمني يخوض اليوم حربا ضَروسا في تخوم مأرب ضد الحوثيين الذين يهددون الأمن القومي للمملكة السعودية بين الحين والآخر ، بالطائرات المُسيَّرة تارة ، وبالصواريخ الباليستية تارةً أخرى ، ولو نجح الحوثيون في السيطرة على مدينة مأرب، فسنعود إلى المربع الأول ، وتذهب كل الجهود الدولية التي تسعى للسلام أدراج الرياح !
على الحوثيين الاستجابة لنداء العقل ، والعودة إلى طاولة المفاوضات ، وتنفيذ اتفاق الرياض الذي وُقِّع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بوساطة سعودية عام 2019 .. عليهم مساعدة مبعوثيّ الأمم المتحدة وواشنطن للوصول إلى سلام عادل يُنهي حربا ضارية يدفع ثمنها آلاف الضحايا من المدنيين والأطفال الأبرياء ، في انتهاكٍ صارخ لأبسط حقوق الإنسان التي نصت عليها جميع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية .


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق