الجمعة، 3 ديسمبر 2021

تدخل العنصرية فى الحياة العملية

 كتب /أيمن بحر

إستطلاع: العنصرية متفشية ضد ذوى البشرة السوداء فى المانيا. سواءً في الحياه اليومية أومقارات العمل. عدم تساوى الفرص عدم وضوح القواعد. العمل لايؤتى ثماره للجميع. والسؤال فى العمل من أين أنت وليس من أنت؟
مشكلة فى المانيا وغيرها. إقصاء بدون سبب! إختلاف فى الأجور. بقايا التاريخ الإستعمارى. المطلوب العدالة الإجتماعية. الإستقرار الإجتماع مطلب. ذك يتطلب مسح سكانى.
يشعر أناس من ذوى البشرة السوداء بالتمييز ضدهم. وتبدو العنصرية بالنسبة للكثيرين تجربة يومية وفقاً لإستطلاع رأى بهذا الخصوص. أما أشكال التمييز فلا تقتصر على التحرش والإتهام بتعاطى المخدرات، بل تتجاوز ذلك الى أشكال أخرى. العنصرية مشكلة يغذيها اليمين المتطرف وجهات أخرى مثل الجماعات الفاشية. التحرش الجنسى والضرب والتعرض لمضايقات الشرطة من أبرز مظاهر التمييز ضد أناس من ذوى البشرة السوداء فى المانيا.
برلين - منطقة فنبفول يوم الجمعة (26 نوفمبر/تشرين الثاني 2021)، أديغبايي ب. رب أسرة يخرج مع إبنته البالغة من العمر سنة واحدة. الرجل ذو الأصول النيجيرية يُبصق عليه فجأة من قبل إمرأة وتُساء معاملته لفظياً بالشتائم العنصرية. يصور الرجل الواقعة وينشر الفيديو فى الإنترنت ويبلغ الشرطة بالإعتداء. تمكنت الشرطة من القبض على المعتدية بعد ذلك بوقت قصير.
أجرى أديغبايي ب. عدة مقابلات مع وسائل إعلام المانية بعد إنتشار الفيديو، وأوضح أن العنصرية رفيق دائم له فى المانيا. وهو يتعرض للإهانة العنصرية مرتين الى ثلاث مرات فى الشهر. وبحسب أديغبايي ب.، فإن إبنته أصيبت بصدمة منذ الحادث فى الأسبوع الماضى.
هذه الواقعة ليست حالة منعزلة. وهى تحدث مراراً وتكراراً للأشخاص ذوى البشرة السوداء، أحياناً يتم مس شعرهم دون أن يُطلب منهم ذلك. ويتم إتهامهم بتعاطى المخدرات ويتم التحرش بهم جنسياً. كما يتم إعتراضهم من قبل الشرطة فى كثير من الأحيان أكثر من ذوى البشرة البيضاء. والحصول على سكن للإيجار - قد يكون صعباً جداً بالنسبة لـ"الأشخاص الملونين". العديد من السود فى المانيا مروا بمثل هذه التجارب. أعطى حوالى 6000 منهم إجاباتهم فى إستطلاع عبر الإنترنت. تم إجراء الإستطلاع الطوعى بدون ذكر أسماء المشتركين من 20 يوليو/تموز الى 6 سبتمبر/أيلول 2020. وتم تلخيص النتائج فى تقرير من 300 صفحة.
يقول الباحث في مجال العنصرية دانييل غياميرا من منظمة "كل شخص يعلّم آخر أثناء عرض نتائج الإستطلاع على الإنترنت: لقد كان طريقاً طويلاً حقاًـ وقد كان صراعاً. ويتحدث غياميرا عن تقارير لتجارب مؤلمة. لم تهتم الحكومة الإتحادية الحالية كثيراً بجمع مثل هذه البيانات وهو المفروض أن تعمله فى الواقع التزاماً منها بحقوق الإنسان يضيف غياميرا، ويقول: العنصرية ضد السود ليست مشكلتنا. لم نبتدعها أو نخترعها لكن المشكلة هيكلية. الإستطلاع يُظهر الميول - ويصف التجارب المريرة للأشخاص الذين لا يزالون يتعرضون للتمييز فى المانيا. نفذت الإستطلاع كل من منظمة كل شخص يعلّم آخر و "مواطنون من أجل أوروبا وهى منظمة مجتمع مدنى تناضل من أجل التنوع والديمقراطية. تم تمويل المشروع بحوالى 150 الف يورو من أموال اللجنة الحكومية لمناهضة التمييز، وهى جزء من الوزارة الإتحادية لشئون الأسرة. بيرنهارد فرانكه هو القائم بأعمال رئيس لجنة مناهضة التمييز، يضيف قائلاً: نتائج ,,إستطلاع آراء الأشخاص من أصول أفريقية تظهر بوضوح مظاهر وتأثيرات التمييز والعنصرية ضد السود فى المانيا.
ما هى المشكلة؟ هل أنتم موجودون حقاً؟
هذه بعض الأسئلة التى طرحت على الباحث فى مجال العنصرية، دانييل غياميرا، مراراً وتكراراً - ومن قبل السياسيين أيضاً. كان هذا أيضاً ما دفعه الى عمل المشروع.
نعم هم متواجدون حقاً. يوجد فى المانيا أكثر من مليون شخص متميزون لأنهم من ذوى البشرة السوداء. إنهم صحفيون وموسيقيون وباحثون وعمال نظافة ومتقاعدون وأكثر من ذلك بكثير. يشعر الكثير منهم بالحرمان والتعرض للعنصرية فى المانيا من قبل مؤسسات الدولة وفى الحياة اليومية أيضاً. أكثر من 42% من المشاركين فى الإستطلاع عبر الإنترنت يعايشونها بهذه الطريقة.
حتى الآن لم يكن هناك شئ فى المانيا مثل إستطلاع رأى الأشخاص من أصول أفريقية. إذ يعد التسجيل الإحصائى للمواطنين وفقًا للمعايير العرقية أمراً غير معتاد الى حد ما فى المانيا. هذا أيضاً له علاقة بالتاريخ الاستعماري وزمن النازية فى البلد. ورد الباحث دانييل غياميرا على الإعتراضات على الإستطلاع: هناك دائماً خوف من أن المرء يؤسس لمثل هذه المجتمعات عن طريق البحث بشأنها. ويضيف: لكننا هنا. نحن جزء من المجتمع ولا يمكن إنكارنا.
وجد الباحثون والمشرفون على الإستطلاع أن العنصرية ضد السود تعمل من خلال ثلاثة أشكال. ربما يكون التحرش بالغريب الأكثر أهمية بينهم، إذ أفاد 90% ممن شملهم الإستطلاع أنه تم مس شعرهم دون أن يطلب الإذن منهم. لكن إضفاء الطابع الجنسى على السود هو أيضاً تجربة شائعة. بشكل عام، ذكر ما يقرب من 80% أنهم تلقوا تعليقات جنسية على تطبيقات المواعدة بخصوص مظهرهم أو أصلهم.
كما يلعب التجريم دوراً مهماً. وقال حوالى 56% ممن شملهم الإستطلاع إنهم سُئلوا عما إذا كانوا يبيعون المخدرات. ونفس النسبة قالت إنها تم إعتراضها من قبل الشرطة دون سبب واضح. يعتقد ثلثا المشاركين في الإستطلاع (67.6%) أنهم يحكم عليهم بصورة أسوأ من زملائهم فى المدرسة أو الجامعة.
عندما يدافع السود والأفارقة فى الشتات عن أنفسهم ضد التمييز، فإنهم غالباً ما يمرون بتجارب سيئة. أكثر من 90% يقولون إنه لن يتم تصديقهم. 75% من المتضررين لم يبلغوا أصلاً حتى عن المواقف العنصرية. بالإضافة الى ذلك. وفقًاً لمعلومات جمعية "بوتسدام لوجهات نظر الضحايا"، يقع ما لا يقل عن ثلاثة الى أربعة أشخاص فى المانيا ضحايا عنف من قبل اليمين المتطرف كل يوم. حوالى ثلثى الإعتداءات تحمل دوافع عنصرية.
من جانبه، أعرب بيرنهارد فرانك من اللجنة الحكومية لمكافحة التمييز عن رضاه عن "إستطلاع آراء الأشخاص من أصول أفريقية. ويجد كلمات المديح للحكومة الإتحادية المستقبلية، لأنها تريد إستخدام مندوب لدى الشرطة من أجل التحقيق فى قضايا التمييز فى المستقبل.
بالنسبة للمشرفين على الإستطلاع، كان هذا البحث مجرد بداية. ويريدون مواصلة أبحاثهم ونشر النتائج باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كما يطالبون بالمزيد من المراكز المجتمعية ومراكز المشورة وخطط العمل الحكومية لمكافحة العنصرية ضد السود. والإعتداء العنصرى الأخير فى برلين- فنبفول يظهر أن هذا ضرورى جداً.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص مفاده '‏‎Ralph Peters/imago images images‎‏'‏‏


٠ تعلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق