كتب /أيمن بحر
فى خطاب القاه بنبرة أكثر جدية بمناسبة الإحتفال بعيد الميلاد المجيد دعا الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير الى إبداء الثقة وتحمل المسئولية فى خضم جائحة كورونا، وحذر من الكراهية والعنف.
خطاب الرئيس الألمانى هذا العام غلبت عليه لهجة جادة، مقارنة بخطاب العام الماضى
عندما ننظر الى هذا العام، سنرى الكثير مما أحزننا، والكثير أيضاً مما أخافنا. ما إن بدأ الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير خطابه، حتى نطق بهذه الكلمات، مضيفاً: دولتنا نادراً ما تعرضت لمثل هذا التحدى من قبل.
لهجة خطاب عيد الميلاد للرئيس شتاينماير بدت أكثر جدية من لهجة خطاب العام الماضى، الذى كان الأول بعد إنتشار فيروس كورونا. آنذاك، حمل خطابه تكهنات مطمئنة ونظرة متفائلة تجاه الإثنى عشر شهراً القادمة، حيث قال: يمكننا أن نفرح بأننا سنحتفل بعيد الميلاد القادم كما نحب أن نحتفل به – فى إطار العائلة الكبيرة مع أصدقائنا، بالعناق والأغانى. أتمنى أن تعيننا الفرحة المسبقة بذلك على إمضاء أيام العطلة الإستثنائية القادمة. أتمنى لكم عيد ميلاد مبارك!
أما الآن فيدعو شتاينماير الألمان الى الصمود والتعاضد والثقة لأن "الجائحة لن تنتهى فى يوم وإنما ستشغلنا لوقت طويل.
مرة أخرى هيمن هذا الموضوع على الخطاب: المعركة ضد جائحة كورونا، وتحديداً ضد متحور أوميكرون أحدث سلالات الفيروس. وفى خضم إسترساله فى مسألة كورونا، تحدث الرئيس الألمانى بالتفصيل، إذ قال: نادراً ما شهدنا هذه الخطورة على حياتنا وعدم القدرة على التكهن بالمستقبل – الشهر القادم، أو الأسبوع القادم، أو اليوم القادم.
يقضى الألمان هذا العام فترة عيد الميلاد وسط إغلاق جزئى، كما حصل فى عيد الميلاد العام الماضى.
ورغم أنه لم يذكر الرقم تحديداً، يتوفى فى المانيا يومياً ما بين 400 وحتى 500 شخص بسبب فيروس كورونا. ويومياً أيضاً يتم تطعيم نحو مليون شخص – أغلبهم، بحسب شتاينماير أدرك الفرصة الكامنة فى الحصول على اللقاح. وفى هذا السياق، وجه الرئيس الألمانى الشكر الى العلماء والأطباء والممرضين، والعاملين فى القوى الأمنية والمصالح الحكومية، مضيفاً: أنتم تبذلون جميعاً قصارى جهدكم.
لكن شتاينماير حذر من أن إجراءات الدولة لوحدها ليست كافية، داعياً المواطنين الى تلقى التطعيم وإرتداء الكمامات: "الأمر يتعلق بنا، بكل واحد منا!"، كما وجه الشكر من كل القلب للأغلبية الصامتة معظم الوقت فى بلدنا، والتى تتصرف بحكمة ومسئولية.
شكر الرئيس شتاينماير من كل قلبه" كل من يتعاملون مع الجائحة بحكمة ومسئولية بعد ذلك، خاطب الرئيس الألمانى حالة الإحباط والإنفعال التى رافقت الجدل المجتمعى حول الإجراءات الصحيحة، إذ قال: "الإقصاء والعدوانية العلنية، للأسف ... أرجوكم أن تفكروا فى أننا بلد واحد! سيتوجب علينا بعد إنقضاء الجائحة أن ننظر فى عيون بعضنا البعض. ونريد أيضاً بعد الجائحة أن نعيش سوياً. وأضاف شتاينماير أن الأمر يتعلق بالثقة وتحمل المسئولية والفهم الصحيح لمبدأ الحرية: الحرية والثقة والمسئولية: حول معنى تلك الكلمات يجب أن نتفق مستقبلاً وأيضاً فى مسائل كبيرة أخرى مثل حماية البيئة.
وفى فقرة صغيرة، يذكر الرئيس شتاينماير كارثة الفيضانات التى وقعت منتصف يوليو/ تموز 2021 والتى أدت الى وفاة 180 شخصاً وقلبت حياة آلاف الألمان رأساً على عقب. وشكر الرئيس أيضاً إستعداد الكثيرين للمساعدة والتضامن الهائل.
جملة وحيدة فى خطاب الرئيس الألمانى كانت موجهة للسياسة الخارجية: نحن قلقون مما نسمعه عن الكثير من المناطق فى عالمنا، خاصة فى شرق أوروبا وهى جملة قد تشير الى التوترات الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا وأيضاً على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا.
وبنفس الإيجاز، تحدث شتاينماير عن أفغانستان التى تصدرت عناوين الصحف حول العالم فى أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول: "نستذكر جندياتنا وجنودنا الذين عادوا الى الوطن من أفغانستان، وأيضاً أولئك الذين ما يزالون هناك ويعانون من العوز والجوع.
خص الرئيس الألمانى التوتر القائم بين أوكرانيا وروسيا بجملة واحدة فقط فى خطابه .
وفى ختام خطابه ذكر الرئيس الألمانى بمشهد يعود الى أكثر من خمسين عاماً، وتحديداً ليلة عيد الميلاد عام 1968 عندما كان فرانك فالتر شتاينماير فى الثانية عشرة من عمره وكانت مركبة الفضاء المأهولة أبولو 8 تدور حول القمر. وتابع شتاينماير بالقول: آنذاك قرأ رواد الفضاء الثلاثة مطلع قصة الخلق فى الإنجيل، وختموا رسالتهم بمناسبة عيد الميلاد بعبارة: فليبارك الرب الجميع على هذه الأرض الطيبة.
ومع زوجته الكه بودنبندر، تمنى الرئيس الألمانى أن تبقى هذه الأرض أرضاً طيبة لنا جميعاً، وأن تمنحنا جميعاً مستقبلاً طيباً.
يشار الى أن شتاينماير سيرشح نفسه فى فبراير/ شباط لولاية رئاسية ثانية لمدة خمس سنوات. وإحتمالات إنتخابه وأن يعود لمخاطبة الألمان مرة أخرى العام القادم تبدو قوية للغاية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق