كتب /أيمن بحر
مرتفعات الجولان هى هضبة صخرية فى جنوب غربى سوريا لها أهمية إستراتيجية كبيرة وكانت الدولة العبرية قد إحتلتها فى حرب عام 1967.
وبعد تحديد خط الهدنة باتت المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية العبرية وما لبثت أن شرع الكيان الغاصب على الفور فى عمليات الإستيطان فى هذه المنطقة.
وقد حاولت سوريا إستعادة الهضبة فى حرب عام 1973 ولكن رغم الخسائر الكبيرة فى القوات العبرية فقد تم صد الهجوم المفاجئ ووقع البلدان هدنة عام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار منذ عام 1974.
وقد أعلنت الصهيونية من جانب واحد ضم الجولان عام 1981 وهى الخطوة التى لم تحظ بإعتراف دولى.
وتوجد نحو 30 مستوطنة عبرية فى هذه المنطقة ويعيش بها نحو 20 الف مستوطن. كما يعيش فيها نحو 20 الف سورى أغلبهم من طائفة الدورز.
وتبعد العاصمة السورية دمشق نحو 50 كيلومترا عن مرتفعات الجولان وكانت المدفعية السورية تدك منها شمال الكيان الغاصب بين عامى 1948 و1967.
ومنح جبل الشيخ الواقع قرب خط الهدنة والبالغ إرتفاعه 2800 متراً الصهيونية موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية كما شكلت طبيعتها الجغرافية حاجزاً طبيعياً ضد أى تحرك عسكرى سورى.
كما تعد المنطقة مصدراً مهماً للمياه فأمطار مرتفعات الجولان تغذى نهر الأردن وهى تمد الكيان الغاصب بثلث إحتياجاته من المياه.
وتعد أراضى المنطقة البركانية من أخصب الأراضى وتنتشر فيها أشجار التفاح وكروم العنب. كما يوجد بالمنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذى تستخدمه إسرائيل.
وتطالب سوريا بإستعادة مرتفعات الجولان كجزء من أى إتفاق سلام وكان الرئيس السورى بشار الأسد قد أعلن عام 2003 إنه مستعد لإحياء محادثات السلام مع الكيان الغاصب مقابل إستعادة مرتفعات الجولان.
وكان رئيس الوزراء العبرى السابق إيهود باراك قد عرض إعادة معظم المنطقة لسوريا مقابل إحياء عملية السلام غير أن دمشق كانت قد أكدت فى محادثات عامى 1999 و2000 إصرارها على إستعادة المنطقة بالكامل وهو الأمر الذى لو حدث لمكن سوريا من السيطرة على الشاطئ الشرقى لبحيرة طبريا، المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى إسرائيل. يوجد بالمنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذى تستخدمه إسرائيل.
وتريد الصهيونية الإبقاء على سيطرتها على بحيرة طبريا مشيرة الى أن الحدود تقع على بعد عدة مئات من الأمتار عن الشاطئ.
كما أن إتفاقاً مع سوريا يعنى تفكيك المستوطنات وهو الأمر الذى يعارضه الرأى العام العبرى بصفة عامة ويرى أنها مهمة للغاية من الناحية الإستراتيجية ولا يجب إعادتها.
وبعد انتخاب حكومة بنيامين نتنياهو فى فبراير/شباط عام 2009 أشار الى أنه سينتهج خطاً أكثر صرامة فيما يتعلق بالجولان وفى يونيو/حزيران عام 2009 قالت سوريا إنه لا يوجد لها شريك تتباحث معه فى الجانب العبرى.
وكان الرئيس الأمريكى الاسبق باراك أوباما قد أعلن إستئناف المحادثات بين الجانبين غير أن الحرب السورية الأهلية عام 2011 حالت دون إحراز أى تقدم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق