الجمعة، 18 مارس 2022

غزو روسيا لأوكرانيا: عدد كبير من الإستقالات فى التلفزيون الرسمى الروسى

 متابعة/أيمن بحر

أعلنت ليليا غايلدييفا أنها غادرت روسيا وإستقالت من التلفزيون الروسى.
عندما إقتحمت مارينا أوفزيانيكوفا، المحررة فى التلفزيون الرسمى الروسى، غرفة البث الحى أثناء الفقرة الإخبارية المسائية الإثنين الماضي حاملة لافتة مناهضة للحرب ومحذرة من الدعاية التى تحيط بالصراع سلط إحتجاجها الضوء على تيار من الإستقالات ربما يكون هادئاً لكنه مستمر داخل التلفزيون الدولة الخاضع لسيطرة شديدة من قبل الحكومة.
وتقدم الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بالشكر للمحررة الروسية، مناشداً كل من يعمل لدى ما أطلق عليه آلة الدعاية الروسية أن يستقيل. وحذر من أن صحفى يعمل لدى ما يسميه رئيس أوكرانيا بالسلطة الرابعة قد يتعرض لخطر المثول أمام محاكمة دولية بتهمة تبرير جرائم حرب.
وبالفعل، يواجه بعض مؤيدى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى تلفزيون الدولة خطر العقوبات، من بينهم المذيع فلاديمير سولوفيوف الذى يقدم برنامح توك شو على قناة روسيا1 والمذيعة مارغريتا سيمونيان التى إتهمت أى روسى يخجل من كونه روسياً فى هذه المرحلة بأنه ليس روسياً حقيقياً. وفى ضوء أن قنوات تلفزيون الدولة فى روسيا مطالبة بالسير على الخط الذى يرسمه الكرملين، فمن الذى تقدم بإستقالته ممن يعملون فى تلك القنوات إحتجاجاً على الحرب؟.
فبعد ساعات من تقدم أوفزيانيكوفا على الهواء، ظهرت ثلاث إستقالات أخرى. وتقدم بتلك الإستقالات مراسلة الشئون الأوروبية فى التلفزيون الرسمى الروسى زهانا أغالاكوفا وهى زميلة أوفزيانيكوفا فى القناة الأولى الروسية وإثنان من الصحفيين العاملين بشبكة تلفزيون إن تى فى المنافسة؛ هما ليليا غايلدييفا التى تعمل مذيعة لدى تلك الشبكة منذ 2006 وفاديم غلوسكر الذى يعمل فى إن تى فى منذ حوالى ثلاثين سنة.
وظهرت فى الفترة الأخيرة شائعات تشير الى أن عدداً من الصحفيين إستقال من شبكة تلفزيون فى جى تى آر كيه.
وقال الصحفى رومان سوبر إن هناك إستقالات جماعية من شبكة فيستى الإخبارية رغم عدم إمكانية تأكيد ما قاله الصحفى الروسى. رغم ذلك نفى المذيع سيرغى بريليف ما تردد عن إستقالته موضحاً أنه كان فى رحلة عمل إستغرقت أكثر من إسبوع.
وكانت ماريا بارونوفا هى الإسم الإعلامى الأكبر بين الإستقالات من شبكة آر تى المعروفة سابقاً بروسيا اليوم. وقال رئيس تحرير سابق فى الشبكة الإخبارية الروسية لستيف روزنبرغ، مذيع بى بى سى هذا الشهر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دمر سمعة روسيا وإن الإقتصاد تم تدميره كلية.
وإستقال عدد آخر من الصحفيين العاملين فى شبكة آر تى من بينهم صحفيون أجانب يعملون بخدمات الشبكة الناطقة بلغات أجنبية.
وأعلنت مراسلة آر تى السابقة فى لندن شادية إدواردس داشتى إستقالتها من الشبكة فى اليوم الذى بدأت فيه روسيا غزو أوكرانيا دون إبداء أسباب. كما أعلن الصحفى المقيم فى موسكو جونى تيكل إستقالته فى ضوء الأحداث الأخيرة.
وقال فريدريك تاداى، المذيع الفرنسى لدى الشبكة الإخبارية الروسية إنه توقف عن العمل فى برنامجه بسبب الصراع المفتوح بين فرنسا وروسيا، مؤكداً أنه لن يستطيع أن يستمر فى تقديم برنامجه فوربيدن تو فوربيد لتعارضه مع ولائه لبلاده، على حد تعبيره.
وبعد أيام من ذلك، أعلن الإتحاد الأوروبى حظر جميع وسائل الإعلام التابعة لشبكة آر تى وشبكة سبوتنيك المواليتين للكرملين بسبب حملة التضليل والتلاعب بالمعلومات وتشويه الحقائق. كما شهدت وكالة الأنباء الروسية رابتلى ومقرها ألمانيا، سلسلة من الإستقالات، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء رويترز.
وتتعرض وسائل الإعلام غير المملوكة للدولة فى روسيا لهجمات متكررة منذ سنوات، لذا لن يكون مفاجئاً للصحفيين، الذين يعملون تحت تهديد مستمر بفقد وظائفهم بتلك الجهات الإعلامية الخاصة، أن يشاهدوا هذه السلسلة من الإستقالات. كما أن بعض هؤلاء الصحفيين غير العاملين بالدولة الصقت به وصمة الفترة السوفيتية بأنه عميل أجنبى.
كما إضطرت شبكة تلفزيون دوزهد، التى توقفت عن البث التلفزيونى منذ عام 2014، الى وقف بثها عبر الإنترنت أيضاً بسبب غزو روسيا لأوكرانيا. كما فر عدد من الصحفيين العاملين بتلك الشبكة من البلاد خوفا على حياتهم.
كما توقف بث إذاعة إخو موسكفي بسبب تشريع روسيا جديد خاص بما يسمى "بالأخبار الكاذبة". كما تعرضت الخدمة الروسية التى تقدمها هيئة الإذاعة البريطانية أيضاً للحظر مع عدد من وسائل الإعلام الغربية علاوة طرد صحفيين يعملون من شبكة ميدوزا الإخبارية، ومقرها لاتفيا، خارج روسيا.
تجدر الإشارة الى أن الإستقالات من تلفزيون الدولة فى روسيا لا تقتصر على الصحفيين فقط. فقد أعلن إيفان أورغانت، مقدم برنامج التوك شو المعروف "إيفيننغ أورغانت شو"، أنه سوف يتوقف عن تقديم البرنامج لفترة. ويُبث برنامج أورغانت عبر ثانى أكبر قناة تلفزيون فى روسيا وهى القناة الأولى التى تعمل بها مارينا أوفزيانيكوفا.
ونشر مقدم التوك شو الروسى المشهور صورة لمربع أسود على حسابه على موقع التواصل الإجتماعى إنستاغرام ومعها تعليق يقول "خوف وألم.. لا للحرب". ثم أخبر متابعيه بألا يفزعوا، وبأنه فى عطلة وسوف يعود الى الشاشة قريباً.
وقال الزوجان الأشهر على الإطلاق بين النجوم والشخصيات العامة فى روسيا ألا بوغاتشيفا وماكسيم غالكين إنهما سافرا لقضاء عطلة. وقال غالكين على حسابه على إنستاغرام: "لا يمكن أن يكون هناك مبرر للحرب، لا للحرب".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق