متابعة/أيمن بحر
سقط ضحايا بالعشرات بين قتلى وجرحى فى إشتباكات قبلية ببلدة كرينك فى ولاية غرب دارفور السودانية وفقاً لما ذكره متحدث بإسم جماعة للآجئين فى أحدث تصعيد لمثل هذه الحوادث فى المنطقة التى تمزقها حرب دامية منذ عقود.
أفاد آدم ريغال المتحدث بإسم التنسيقيّة العامّة للآجئين والنازحين فى دارفور أن ما لا يقلّ عن 168 شخصاً قتلوا (الأحد 24 أبريل / نيسان 2022) فى أعمال عنف فى إقليم دارفورالمضطرب غرب السودان والذى يشهد نزاعاً منذ عقود.
وأوضح ريغال أنّ أعمال العنف هذه بدأت الجمعة فى كرينك على بُعد حوالى ثمانين كلم من الجنينة، عاصمة غرب دارفور وما زالت مستمرة وأكّدت التنسيقية أنّ ثمانية أشخاص كانوا قد قُتلوا الجمعة وتابع المتحدث بإسم التنسيقيّة العامّة للآجئين أنّ الاشتباكات خلّفت كذلك 46 جريحاً وأنّ عدد الضحايا مرشّح للإرتفاع.
وأفاد المجلس النرويجى للآجئين بأن عشرات الآلاف من الأشخاص قد نزحوا من ديارهم بسبب العنف حيث تم إضرام النار فى المنازل ومهاجمة المستشفيات ونهب المتاجر وإمتد العنف الذى إندلع فى منطقة الكرينيك يوم الجمعة الى مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.
من جهته، قال أحد شيوخ قبيلة المساليت إنّه رأى جثامين عدة فى قرية كرينك، ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأحد السلطات الى تأمين وصول الجرحى الى مستشفيات المنطقة.
ولم تتضح بعد أسباب العنف، وتفيد بعض التقارير بأن الإشتباكات إندلعت بين مجموعات الرحل والمزارعين المتنافسة على المراعى والمياه وتشير تقارير أخرى الى هجوم شنته ميليشيا قوات الدعم السريع، المعروفة سابقاً باسم الجنجويد.
بينما أوضحت التنسيقية أن موجة العنف الجديدة إندلعت بعد أن هاجم مسلّحون من قبيلة عربيّة قرى تقطنها قبيلة المساليت غير العربيّة رداً على مقتل إثنين من قبيلتهم.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل اإاجتماعى أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من منازل محترقة، ولم تتمكّن فرانس برس من التحقّق من صحّة هذه الصور وإتّهمت التنسيقية ميليشيا الجنجويد العربية بتدبير الهجوم على قبيلة المساليت.
ونشأت ميليشيا الجنجويد فى دارفور فى مطلع الألفية الثانية وإشتهرت بقمعها تمرّد القبائل غير العربية فى دارفور والذى إندلع إحتجاجاً على تهميش الإقليم اقتصاديا،ً ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية إتهامات بإرتكاب إبادة فى دارفور الى الرئيس السابق عمر البشير الذى أطاحته إنتفاضة شعبية فى نيسان/أبريل 2019.
ودعا الألمانى فولكر بيرتيس، الممثل الخاص للأمم المتحدة فى السودان الى إجراء تحقيق مستقل لمعرفة أسباب العنف. وإندلعت أعمال عنف متكررة فى الأشهر الماضية فى غرب دارفور وفى ولايتى شمال دارفور وجنوبها المجاورتين ويهدد العنف موسم الحصاد الوشيك وتعتقد منظمات إغاثة أنه من الممكن أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص إنعدام الأمن الغذائى بشكل حاد بحلول أيلول/سبتمبر.
وأدى النزاع الذى إندلع فى دارفور فى العام 2003 الى مقتل قرابة 300 الف شخص ونزوح 2,5 مليون من قراهم وفقاً للأمم المتحدة وقتل عشرات فى دارفور منذ إنقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين فى السلطة فى 25 تشرين الأول / أكتوبر وما تسبب به من فراغ أمنى خصوصاً بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام الأممية فى الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية في العام 2020.
ويشهد السودان الذى تخلّص فى 2019 من دكتاتوريّة إستمرّت 30 عاماً فى عهد عمر البشير أزمة سياسية وأخرى إقتصادية منذ إنقلاب تشرين الأول/اكتوبر، ووفق الأمم المتحدة من الآن حتى نهاية العام سيعانى 20 مليوناً من إجمالى 45 مليون سودانى من فقدان الأمن الغذائى والأكثر معاناةً فى البلاد هم 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم فى دافور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق