الثلاثاء، 11 يناير 2022

رئيس الوزراء يلتقى المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي

  كتبت امل كمال

مدبولى يرحب بالتعاون مع البرنامج في دعم المبادرة الرئاسية حياة كريمة
كورين فلتشر: الوضع في مصر يبعث بالأمل للمنطقة في ظل ما تتبناه الدولة المصرية من نهج تنموي شامل والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر لدعم قضايا الأمن الغذائي
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم،"كورين فلتشر"، المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة التابع للأمم المتحدة، وذلك خلال مشاركتها في الدورة الرابعة من منتدى شباب العالم، الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمدينة شرم الشيخ.
وحضر اللقاء "برافين اجوارال"، المدير القُطري للبرنامج، وعدد من ممثلي مكتب البرنامج بمصر.
وفي مستهل اللقاء، رحب رئيس الوزراء بمشاركة المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة والوفد المرافق لها، في منتدى شباب العالم، مشيدا بالتعاون القائم بين مصر والبرنامج.
من جانبها، تقدمت "كورين فلتشر"، المديرة الإقليمية للبرنامج بالتهنئة لمصر على نجاح منتدي شباب العالم في نسخته الرابعة، واستعرضت رؤية البرنامج لحالة الأمن الغذائي وسوء التغذية التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا في ظل تفاقم الصراعات، وتغير المناخ، وتفشي جائحة كورونا، لافتة إلى أن كل ذلك ساهم في تضاعف أعداد المعرضين لخطر المجاعات، وتزايدت مخاطر نقص الغذاء، في دول لم يسبق لها التعرض لذلك.
وأشارت إلى أن الوضع الحالي يزيد من مخاوف برنامج الأغذية العالمي من وقوف المزيد على حافة المجاعة، ومع ذلك، فقد أكدت أن الوضع في مصر يبعث بالأمل للمنطقة في ظل ما تتبناه الدولة المصرية من نهج تنموي شامل، والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر لدعم قضايا الأمن الغذائي وتقليل مخاطر المجاعات في المنطقة.
وثمنت المديرة الإقليمية ما قامت به مصر في مسار التنمية، والتي ركزت فيه على دعم الإنسان نفسه من خلال مبادرات مثل "حياة كريمة" و "سكن كريم"، وهو الأمر الذي عزز بشكل خاص علاقات التعاون بين مصر والبرنامج، وعظّم الاستفادة من إمكانات وخبرات الطرفين لتبنّى شراكات تكاملية شاملة تعزز بعضها البعض، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على زيادة دخل صغار الفلاحين، والمرأة، وارتفاع قيد الأطفال بالمدارس.
وأضافت أن مصر لديها الكثير لتقدمه لدول المنطقة، من خلال مشاركة تجاربها الناجحة في دعم تحقيق الأمن الغذائي، خاصة وأنها تحتضن "مركز الأقصر للابتكار وتبادل المعرفة" الذي دشنه البرنامج بالأقصر، لافتة في هذا الصدد الي إمكانية العمل على دعمه ليكون منصة إقليمية لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات لتحقيق الأمن الغذائي ومعالجة سوء التغذية بدول المنطقة.
من جانبه، أشار "برافين اجوارال"، المدير القُطري للبرنامج، إلى أنه يقع على عاتق البرنامج توفير أشكال الدعم الممكن للحكومة المصرية، لاسيما في ضوء ما اكتسبه مكتب برنامج الأغذية العالمى في القاهرة من خبرة كبيرة خلال السنوات الماضية من عمله، لافتا إلى أن المكتب يعكف على دراسة آليات لتعزيز مشاركة الشباب، وتوسيع استخدامات التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز قدرة المجتمعات على التعامل بشكل أفضل مع الأزمات والتعافي منها.
وأضاف أن البرنامج يعمل حاليا على دعم التنمية الريفية في ١٠٠ قرية مصرية، ويسعى إلى توسيع نطاق التعاون مع الحكومة لتشمل ٥٠٠ قرية، بما يتماشى مع المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، مضيفا أنه في سبيل تحقيق التنمية الريفية فإن المكتب قام ببناء شراكات مع البنك المركزي وعدد من البنوك المصرية، لدعم جهود الدولة في تحقيق الشمول المالي ودعم صغار الفلاحين، ورفع مستوى معيشتهم اقتصادياً واجتماعياً.
وتقدم المدير القُطري بالتهنئة لمصر على جهودها تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي أسفرت عن استضافتها المرتقبة لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27، معربا عن تطلع المكتب لتقديم كافة سبل الدعم الممكن، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة الخاصة بالأمن الغذائي والتغذية والتغير المناخي.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، علي اتفاقه فى الرأى مع مسئولى برنامج الأغذية العالمي، بشأن مخاوف البرنامج من المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي بالمنطقة، لاسيما وأن هناك دولاً لم يكن من المتصور تعرضها لأزمات نقص الغذاء، مؤكدا موقف مصر الثابت من دعم أشقائها في المنطقة لتجاوز هذه المحن، وحرصها على دعم أية مبادرات من شأنها مساندة الدول التى تعانى نقص الغذاء، وإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية لها.
ورحب رئيس الوزراء، بالتعاون مع البرنامج في دعم المبادرة الرئاسية حياة كريمة، لافتا إلى أنه التقى بالعديد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية وشركاء التنمية لدعوتهم للمشاركة في هذا البرنامج التنموي غير المسبوق، والذي يستهدف تحسين حياة ما يزيد على نصف سكان مصر.
كما رحب برغبة البرنامج في التوسع في برنامج دعم التنمية الريفية لتشمل ٥٠٠ قرية، مؤكدا استعداد الحكومة لتوفير كافة سبل الدعم الممكن، وداعيا مكتب البرنامج بالقاهرة لإعداد تصور مقترح لسبل تحقيق ذلك، تمهيدا لمناقشته والعمل علي تنفيذه.

التطليق بين الشريعة الاسلامية والتشريع الوضعى

 متابعة إعلامية /أيمن بحر

يصادف هذا العام مرور نحو 30 عاماً على ظهور مصطلح النسوية الإسلامية للمرة الأولى. وقد رافق المصطلح منذ بدايته الكثير من الجدل والتساؤلات والإتهامات بالتناقض. فما هى النسوية الإسلامية؟ وكيف نشأت؟
وماذا تقدم للنساء المسلمات؟
وما موقعها من النسوية العالمية؟ قبل الحديث عن النسوية الإسلامية، ربما كان من الأحرى أن نتطرق أولاً الى مفهوم النسوية وأهدافها كحركة وفكر ورسالة بدأت فى الغرب.
يعتبر كثير من الباحثين أن النسوية التى ظهرت فى الغرب فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين جاءت كرد فعل على نظام بطريركى أبوى رسخ للثقافات السائدة التى حملت صورة سلبية عن المرأة، الأمر الذى إنعكس فى واقع إجتماعى محتقن بالتمييز ضد المرأة والتقليل من شأنها وإهدار حقوقها، واقع فاقم منه النظام الرأسمالى وقسوته الإقتصادية.
وفى التأريخ للنسوية يتم الحديث عادة عن عدة موجات متتالية تبدأ منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن. الموجة الأولى من النسوية ركزت على المطالبة بحقوق قانونية مثل حق المرأة فى التصويت، فضلاً عن حقها فى ظروف عمل عادلة.
وفى حين كانت الموجة الثانية أكثر عمقاً فى طروحها بتركيزها على قضية النوع الإجتماعى وما يرتبط به من أبنية التمييز ضد المرأة والعنف ضدها فى سائر المستويات وعبر المجالين الخاص والعام، الموجة الثالثة كانت وقفة مع النسوية نفسها وما تعنيه وما قد تعبر عنه من تمايزات داخلية كما إهتمت بفكرة طبقات الإضطهاد بمعنى أن النساء قد يعانين من تمييز بسبب الجنس والعرق والطبقة معا.
الموجة الرابعة إمتداد لمنهج التنويع والتحرر من أى قوالب نمطية مسبقة مرتبطة بالفكر النسوى فى ذاته. تصف الدكتورة هند مصطفى الشلقانى الباحثة المتخصصة فى دراسات المرأة هذه الموجة بأنها تمعن فى المطالبة بحقوق المهمشين والعابرين جنسياً وتتحدث عن حقوق الرجال والأولاد أيضاً فى تجاوز القوالب المفروضة عليهم وتتحدث عن إستخدام التكنولوجيا الحديثة فى تحقيق المساواة. ولكن الدكتورة هند الشلقانى تضيف أنه رغم هذا التأصيل التاريخى للنسوية الذى يمتد على مدار نحو قرن ونصف، فإن مصطلح النسوية الذى نعرفه اليوم هو مصطلح حديث إرتبط بتيار بحثى أكاديمى ظهر فى الجامعات الغربية منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات وعنى بإعادة القراءة وإعادة التفكير وإعادة النظر فى التاريخ لكشف المركزية الذكورية التى همشت النساء وحرمتهن حقوقهن وأنكرت إسهاماتهن وفعالياتهن وأيضا كشف الهيمنة الذكورية على عمليات بناء المعرفة والعلوم عبر التاريخ.
فى كتابها الجنس الآخر (1949)، تقول الفرنسية سيمون دو بوفوار، الأم الروحية للموجة الثانية من النسوية الغربية والتى ركزت على الجندر: لا يولد الشخص إمرأة. إنه يصبح كذلك. ربما كشفت هذه المقولة عن الدور الكبير الذى تلعبه التنشئة الإجتماعية فى أن تصبح البنت بنتاً، فضلاً عن القوانين والشرائع والقيم الأخلاقية وسطوة العادات والتقاليد التى تنظم العلاقات بين الجنسين فى المجتمع.
هناك الكثير من التوصيفات لمفهوم النسوية والتيارات المختلفة التى تنضوى تحت لوائها، لكن يبقى المضمون الأساسى للكلمة هو كل الأفكار المتعلقة بقضايا المرأة والتى ترمى الى إنهاء كافة أشكال اللآمساواة والقهر على أساس النوع.
تقول سارة غامبل في كتابها "النسوية وما بعد النسوية (Feminism and Post-Feminism) إن تأثير النسوية سواء كانت حركة أم نظرية أم فلسفة إمتد الى ما وراء العالم الغربى ليصل الى مختلف أرجاء العالم، حيث حاول البعض إخراجها بصورة جديدة تتلاءم مع خصوصيات المجتمعات والثقافات المستقبلة لها.
لطالما كانت النسوية من أكثر الحركات إثارة للجدل فى مختلف أنحاء العالم. وتباينت ردود الفعل عليها في العالم الإسلامى، ما بين مَن أيد الدعوة الى تحرير المرأة ومَن رفضها تماماً. ولم ينقطع الجدل حول ما إذا كانت تتماشى مع مبادئ الإسلام أم لا.
يتحدث عدد من الباحثين عن ظهور النسوية الإسلامية فى بداية تسعينيات القرن العشرين فى أفريقيا الجنوبية كإحدى الأسس الفلسفية والسياسية لحركة الإسلام التقدمى المناهض لنظام الفصل العنصرى.
وتزامن ظهور مصطلح النسوية الإسلامية مع صدور مجلة زنان (تعنى امرأة بالفارسية) فى إيران عام 1992، والتى أسستها الصحفية شهلا شركت، التى تعتبر من رائدات حقوق المرأة فى طهران.
وإستخدم المصطلح من قبل العديد من الباحثات والكاتبات أمثال الأمريكية مارغو بدران، فى أواخر تسعينيات القرن الماضى وبداية الألفية الثانية، بإعتباره مقابلاً للنسوية الغربية.
وبرزت أسماء لآمعة محسوبة على تيار النسوية الإسلامية فى المهجر، أو الدياسبورا الغربى من أمثال أمينة ودود (من أصول أفريقية) وأسماء برلاس (باكستانية)، حيث برزت رغبة لدى هؤلاء فى الإحتفاظ بالمكتسبات النسوية دون الإخلال بحريتهن الدينية.
ورغم ظهور المصطلح فى التسعينيات، فإنه ليس جديداً فى مضمونه ودلالته. فقد شهدت المجتمعات الإسلامية وعياً وحراكاً نسوياً منذ القرن التاسع عشر، قادته رائدات من أمثال الكاتبة المصرية عائشة تيمور (1840-1902) التى إتسم خطابها بنسوية ذات طابع إسلامى، والتى تحدثت فى كتابها "مرآة التأمل فى الأمور عن أن النظام الإسلامى لا يشجع على التمييز، بل إنه قائم على العدل والإنصاف.
هناك أيضاً الرائدة النسوية ملك حفنى ناصف (1886-1918) المسماة باحثة البادية والتى تحدثت فى كتابها "النسائيات عن قضايا تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها.
تحدث الباحثون عن أن هناك أسباباً عديدة لظهور النسوية الإسلامية، منها ما يشبه الى حد كبير أسباب ظهور الحركة النسوية فى الغرب - كسيادة الأنظمة الأبوية وتحجيم دور المرأة فى المجتمع، وما تتعرض له المرأة من قهر على أساس دينى وإجتماعى.
ومنها ما يتعلق بخصوصية المجتمع الإسلامى والتى ترى الدكتورة هند الشلقانى أن أبرزها "شعور النساء بقلق الحرية/الهوية ضمن نظام فكرى يشوبه الإستقطاب بين الخطابات الدينية المتشددة التى لها قراءات متطرفة حول مكانة و أدوار النساء فى المجتمع من ناحية وبين الخطابات الحداثية التى ترى أن الوسيلة الوحيدة لتحرر المرأة هى التحرر من الدين.
وقد رأت طائفة من النساء أن هناك طريقاً ثالثاً يحقق لهن حريتهن كنساء، وحريتهن فى الإنتماء الثقافى والدينى للإسلام.
فى تعريف النسوية الإسلامية، تقول الدكتورة أميمة أبو بكر أستاذة الأدب الإنجليزى المقارن بجامعة القاهرة، والعضوة المؤسسة بمؤسسة المرأة والذاكرة ومنتدى النسوية الإسلامية إنها مشروع بحثى فكرى يهدف الى إنصاف النساء وتحقيق العدالة لهن والمكانة الإنسانية المتساوية من خلال المرجعية الإسلامية وإستلهام أو تفعيل المبادئ الأخلاقية العليا للقرآن والسنة الصحيحة.
وعن وسائل إنجاز ذلك، تقول دكتورة أمانى عبد الرحمن صالح، أستاذة العلوم السياسية المساعدة ورئيسة جمعية دراسات المرأة والحضارة والباحثة فى النسوية من منظور إسلامى، إن النسوية الإسلامية تنخرط في المرحلة الحالية فى عمليتين: تأويل النصوص المقدسة (القرآن والسنة) من منظور غير ذكورى وغير معاد للنساء، ونقد التراث (الممثل فيما هو دون القرآن والسنة من علوم إسلامية) لغربلة عناصر الإنحياز الموجودة وكشف جذورها الثقافية والتاريخية النسبية ما يفتح الباب أمام إجتهادات معاصرة تخلو من الإنحيازات.
وبسؤال كل منهما عن موقع النسوية الإسلامية من خارطة الخطابات الراهنة التى تتناول قضايا المرأة فى المنطقة العربية - كالتيار الإسلامى والتيار الليبرالى، تتفق الدكتورة أميمة أبو بكر والدكتورة أمانى صالح وكلاهما لها إسهامات بحثية مهمة فى هذا المجال على أن للنسوية الإسلامية فضاءها الخاص الذى تتحرك فيه، ويصعب الحاقها كلية أو تصنيفها تحت التيارات الفكرية والسياسية المعروفة بالكامل بحسب تعبير الدكتورة أميمة .
وترى رائدات تيار النسوية الإسلامية أنه ليس جزءاً من التيارات الإسلامية السائدة "التى تتسم جميعا بنزعتها الماضوية وتبعيتها غير النقدية للتراث بما فى ذلك إتجاهاته الذكورية المستضعفة للمرأة على حد وصف الدكتورة أمانى صالح.
كما أن ذلك الفكر يختلف مع التيار الليبرالى المنادى بحرية المرأة الذى يتبع التجربة الغربية ولديه من ثم قناعة بأن التحديث يقتضى الخروج عن الدين أو تقييده فى حيز الممارسات الطقوسية الشخصية.
تعتبر النسويات المسلمات أن مشروعهن يقدم وسيلة للإشتباك النقدى مع ذكورية التراث التفسيرى والفقهى بهدف ترشيده وتقويمه وتصحيح مساره ليتناسب أكثر مع المفاهيم والقيم القرآنية والعدل الإلهى كما تقول الدكتورة أميمة أبو بكر.
كما يعتبرن أنه يقدم، وفق الدكتورة أمانى صالح، إجابة لحاجة أساسية فى حياة النساء المسلمات وهى كيف يمكن الوصول الى صيغة تحفظ للمرأة المسلمة هويتيها المتلآزمتين: أن تعيش كامرأة إنسانة ذات كرامة وحقوق إنسانية وإجتماعية وأن تحفظ فى ذات الوقت هويتها الإسلامية أو كما تقول الدكتورة أميمة أبو بكر ليس بالضرورة أن نرفض الدين والإيمان لنكون نسويات، أو نرفض المنظور النسوى لنكون مؤمنات ملتزمات.
تقول الكاتبة والأكاديمية كريستين أون إنها عندما كانت تقوم هى والكاتبة كاثرين ردفرين بالإعداد لكتابهما Reclaiming the F Word: The New Feminist Movement" الذى يتناول ما وُصف بإنبعاث النسوية من جديد فى القرن الحادى والعشرين إنهما طرحتا بعض الأسئلة على نحو 1300 نسوية بريطانية، كان من بينها سؤال عن آرائهن الدينية فوجدتا من خلال الإجابة أن تلك النسويات، مقارنة بعامة النساء البريطانيات، أقل إيماناً بالأديان.
وليس سراً أن الكثير من النسويات، قديماً وحديثاً، وسواء فى الغرب أم الشرق، يرين أن الأديان تضطهد المرأة وتعارض حريتها أو على الأقل إستُغلت وفُسرت لتكريس إضطهاد المرأة فى إطار مجتمع ذكورى بطريركى.
الكاتبة النسوية المصرية البارزة نوال السعداوى على سبيل المثال، ترى أن المشكلة فى النصوص الدينية وليس فى تأويلها، وهى وجهة نظر تتفق معها فيها الكاتبة البنغلاديشية تسليمة ناسرين التى ترى أنه "ليس هناك دين يعامل المرأة بوصفها كائناً مساوياً للرجل.
ومن ثم، يرى كثيرون من المحسوبين على التيارات الليبرالية العلمانية أن هناك تناقضاً فى المصطلحات بين النسوية والإسلام.
كما أن التيارات الأصولية الإسلامية ترى أن النسوية تتعارض مع التعاليم الإسلامية، وترفض ما تعتبره تشكيكاً فى التفسيرات الدينية. ورداً على إتهامات تضارب المصطلحات، تقول دكتورة أمانى صالح إن الغاية وراء هذه الإتهامات أيديولوجية: حيث يريد التيار الأصولى تخيير النساء إما أن تكونى مسلمة أو تكونى إمرأة لها حقوقها المتساوية وفاعلة فى المجتمع.. ولكى تكونى مسلمة صالحة وتبقى فى حياض الإسلام فعليك أن تقبلى بكل التفسيرات الذكورية للقرآن والسنة وأن تقبلى واقع الخضوع والرضوخ والتبعية للرجال التى قدمها التراث.
على الجانب الآخر تسعى التيارات المتغربة على إختلافها ...الى تأكيد هذا التناقض بين الإسلام وحقوق وكرامة النساء لسلخ قطاع آخر من النساء عن قاعدتهن الثقافية بإقناعهن بأن تمكين ومساواة النساء وفاعليتهن لا يمكن أن تتصالح مع الدين وأن سبيلها الوحيد هو تحييد الدين تماماً.
وتضيف أن النسوية الإسلامية تقدم طرحا ثالثاً، مفاده أن النساء يمكن أن يحتللن مكانتهن المتساوية إنسانياً واجتماعياً وثقافياً من داخل الإسلام، بل وبتأصيل إسلامى من خلال إعادة تاويل النصوص وفهمها بعقلية تخلو من الذكورية.
إذا كان إنصاف النساء وتحقيق العدالة والمكانة الإنسانية المتساوية لهن هو هدف مشترك بين الحركات النسوية فهل يمكن تسكين النسوية الإسلامية داخل حركة نسوية عالمية أعم، وهل يمكن الحديث عن تواصل أو إستفادة متبادلة؟
تقول الدكتورة أميمة أبو بكر إنه من الممكن أن يكون هناك تواصل وإستفادة متبادلة بين النسوية الإسلامية والنسوية العالمية غير الكولونيالية أو العنصرية، خاصة الحركات النسوية فى الجنوب العولمي ضد سياسات الإفقار والإمتيازات والإستغلال والتمييز العنصرى. المهم الا يكون هناك علاقة هيمنة أو استعلاء.
أما الدكتورة أمانى صالح فترى أن ما يسمى بالنسوية العالمية ليس كياناً واحداً، وإن كان أغلبه يقع ضمن سياق الفكر الغربى بتياراته الليبرالية والإشتراكية وما بعد الحداثية.
وتنتقد الدكتورة أمانى التيارات النسوية الغربية التى تصفها بأنها مريضة مرضاً ثقافياً بثنائية الأنا والآخر وهى تصنف النسويات الأخرى من موقعها فهى نسويات ملونة أو إثنية من منطلق الذات الغربية البيضاء العلمانية. وتضيف: ومع ذلك فالنسوية الإسلامية وبحكم إنتمائها لهذا العصر هى نسوية منفتحة، مثلما تنفتح على التراث مع ممارسة النقد وكشف الإنحيازات فيه فهى أيضاً تنفتح على الفكر النسوى المعاصر مع ممارسة النقد الشديد له... نعم نأخذ منهم ونترك بوعى نتحاور إذا أرادوا الحوار دون إستعلاء أو فرض أفكار.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏

٠ تعليق

الكاتب محمد مغربي يشارك فى معرض الكتاب بــ «هيا» للتحفيز الإيجابي

 كتب: أحمد زينهم

انتهى الكاتب محمد مغربي من كتابه الجديد «هيا» الصادر عن دار الأسرة للنشر والتوزيع، ومن المقرر المشاركه به في معرض الكتاب في دورته الـ53، والذي يقام خلال الفترة من 26 يناير الحالى إلى 7 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
كتاب "هيا" يقدم للقارئ خطوات النجاح في الحياة الدراسية والعملية من خلال التجارب الشخصية للكاتب.
وقال محمد مغربي عن كتاب "هيا"، كتبته في ست سنوات تقريبا، ويقدم للقارئ التحفيز الإيجابي الحقيقي العلمي القائم على أسس علمية وطبية إلى جانب عدد من النصائح للوصول إلى الأهداف التي تناسب جميع الأعمار.
وتابع الكاتب محمد مغربي، وأقدم من خلاله خطوات النجاح الشخصية لي منذ مرحلة الثانوية العامة وكيف أصبحت من أوائل الجمهورية، ورحلتي بعدها في كلية الطب إلى أن أصبحت دكتور مخ وأعصاب وأمراض نفسية، وكل ما مررت به من فترات يأس وإحباط، وصولا لإلتحاقي بكلية الشرطة والنقلة النوعية التي حدثت في حياتي.
وأضاف محمد مغربي، كتاب "هيا" يقدم حلولا عملية وخطوات قابلة للتطبيق وليس مجرد سرد للأحداث، ليخرج القارئ بفائدة منه وهذا هو الاختلاف الذي أقدمه من خلاله.
يذكر أن الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، قد أجرت بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين، برئاسة سعيد عبده، الأيام الماضية، قرعة الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، التى تنطلق فعالياتها فى الفترة من 26 يناير الحالى إلى 7 فبراير المقبل بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وكانت قد توافقت اللجنة العليا للمعرض على إجراء قرعة تسكين الناشرين بأرض المعارض، اليوم، فى الحادية عشرة صباحا، بمركز المنارة فى التجمع الخامس، بحضور ممثلى هيئة الكتاب والناشرين، لتسلم الناشرين أماكنهم بالمعرض.
ومن المقرر أن يتسلم الناشرون الأجنحة المخصصة لهم قبل افتتاح المعرض يوم 22 يناير الحالى، كما قررت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة مدّ فترة المعرض يوما إضافيا ليكون يوم 7 فبراير الختامى، لتتزامن أيام المعرض الأخيرة مع بداية إجازة منتصف العام الدراسى، فى استجابة إيجابية من الوزارة لمطلب الناشرين.

٠ تعلي

رئيس الوزراء يلقي كلمة خلال جلسة نقاشية بعنوان"الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ .. لمواجهة التغيرات المناخية"

  كتبت امل كمال

مدبولي: التغيرات المناخية أصبحت قضية حاكمة بكل المقاييس بصورة تستدعي أن يواجهها العالم بمنتهى الحسم والسرعة خلال الفترة القادمة
القيادة السياسية تتبنى تطوير البحيرات المائية .. وتكلفة مشروع تطوير بحيرة المنزلة حتى الآن 2 مليار دولار
المشروعات الخضراء تحتل نسبة 30 % من الاستثمارات العامة للدولة خلال العام المالى الحالى.. والمستهدف أن تصل النسبة إلى 50% خلال العامين القادمين
مصر ستنظم مؤتمر COP27 لنضع أمام العالم الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية باعتبارها قضية تهم البشرية
إشادات دولية مهمة بالجهود المصرية في مجال الطاقة المتجددة
مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .. وخطة لمضاعفة هذه القدرات لـ 300%
تقدم ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الاستثمار في الطاقة المتجددة لنصبح من أفضل 20 دولة على مستوى العالم
أطلقنا الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية وننفذ مشروعات عملاقة في مجال التكيف وتخفيض حدة التغيرات المناخية
إطلاق الخطة القومية للموارد المائية بتكلفة تزيد على 50 مليار دولار
تنفيذ مشروعات ضخمة في مجالات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي وتبطين الترع
قضيتا ندرة وتلوث المياه وكيفية تعامل العالم معهما ستكونان محورا أساسيا خلال قمة COP27
لدينا الطموح والخطوات التنفيذية لبدء إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية خلال العام القادم
الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعى تتوافق مع المعايير البيئية
خلال فعاليات منتدى شباب العالم، الذي انطلقت نسخته الرابعة أمس بمدينة شرم الشيخ، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان (الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ .. لمواجهة التغيرات المناخية).
واستهل رئيس الوزراء حديثه، بالإعراب عن سعادته بالتواجد في منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، التي تناقش قضايا محورية تخص الإنسانية بصفة عامة، لافتاً إلى أن يوم أمس شهد انعقاد الجلسة التي يعتبرها الأهم على مستوى المنتدى، التي حظيت بتواجد كوكبة كبيرة من رؤساء الجمهوريات والحكومات، وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تحدث السادة الرؤساء حول رؤيتهم للعالم ما بعد كورونا، وتجربة كل دولة في مواجهة هذه الجائحة التي أثرت على البشرية بصفة عامة، مؤكداً أن الكل أجمع في كلمته على أن موضوع التغيرات المناخية أصبح قضية حاكمة بكل المقاييس، بصورة تستدعي أن يواجهها العالم بمنتهى الحسم والسرعة لكي نواكب هذا التحدي الأكبر خلال الفترة القادمة.
ولفت مدبولي إلى أنه منذ 15 أو 20 عاماً، عندما بدأ الخبراء العالميون يحذرون من موضوع التغيرات المناخية، استقبلنا جميعاً هذا الأمر، باعتباره مجرد تكهنات أو آراء متشائمة، أو تتناول ظواهر لن تحدث ونحن موجودون، وربما تواجهها الأجيال القادمة.
وأكد رئيس الوزراء أنه خلال الـ 10 ثوان التي تحدث فيها في المقدمة السابقة، تم ضخ أكثر من 10 آلاف طن متري من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بما يعادل وزن 170 ألف شخص، مشيراً إلى أن العالم كله بدأ يشهد تداعيات موضوع التغيرات المناخية، حيث أصبحت منطقة الجليد بالقطب الشمالي في أقل مستوى لها على العالم، مع ارتفاع درجات الحرارة بنسب غير مسبوقة، فضلاً عن تركز غاز ثاني أكسيد الكربون بأعلى مستويات له منذ آلاف السنين، وكذا ارتفاع مستوى سطح البحر الذي بدأت أماكن كثيرة جداً تعاني منه، لافتاً إلى أن كل هذه الظواهر كانت ناتجة عن ارتفاعات كبيرة جدأً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ونتج عن ذلك ارتفاع في متوسط درجات حرارة كوكب الأرض، وانخفاض في جودة الهواء، وارتفاع مستوى سطح البحر، والعديد من الظواهر المناخية الجامحة التي بدأت تحدث.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على الاقتصادات العالمية؛ مشيراً إلى أنه وفقاً لتقديرات الخبراء، فإن الفترة من عام 1970 حتى الوقت الحالي شهدت خسائر تعرضت لها دول العالم نتيجة مثل هذه الظواهر الطبيعية، تقدر بنحو 3,6 تريليون دولار، مضيفاً أن الرقم السنوي للتكاليف الخاصة بالتعامل مع التغيرات المناخية، ستقدر وصولاً إلى عام 2030 إلى ما بين 150 إلى 300 مليار دولار سنوياً، كما سيرتفع هذا الرقم بحسب التقديرات في عام 2050 ليغدو ما بين 280 الى 500 مليار دولار سنوياً، مضيفاً أن عام 2021 وحده شهد حدوث 10 كوارث عالمية كبرى حول العالم، وصلت خسائرها إلى أكثر من 170 مليار دولار، لذا فنحن أمام ظاهرة أصبحت خطيرة جداً تهدد الجنس البشري.
وأضاف رئيس الوزراء أنه جنباً إلى جنب مع كل ما سبق ذكره، فقد شهد العالم كله زيادة الوفيات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في الفئات العمرية الكبيرة، من 65 سنة فأكثر، قدرت بحوالي 300 ألف نسمة سنوياً، لافتاً إلى أن هذا الرقم سيضاف إليه حوالي 550 ألف نسمة زيادة خلال الفترة القادمة ما بين 2030 حتى 2050، لنقترب من مليون شخص فوق سن 65 عاماً سيكونون عُرضة للوفاة زيادة عن المعدلات الطبيعية بسبب هذه الظواهر.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أنه كنتيجة لهذه التأثيرات، فمن المتوقع أن يعاني 325 مليون شخص من الفقر المدقع، كما سيضطر 216 مليون شخص للهجرة الداخلية نتيجة للتغيرات المناخية، مضيفاً أن المشكلة الحقيقة التي ينذر بها العالم، هو أن معدل الكوارث البيئية سيبدأ في التضاعف بنحو 3 أضعاف خلال المرحلة القادمة، وسيتمثل ذلك في العديد من الظواهر مثل الموجات الحارة، والجفاف، وتلف المحاصيل، والفيضانات، وحرائق الغابات، وكلها ظواهر شهدها العالم كله العام الماضي، وبالتالي فإن أطفالنا سيواجهون كوارث مناخية بنحو 3 أضعاف ما واجهها أجدادهم، كما أن آلاف الأطفال دون سن الخامسة سيموتون سنوياً بسبب التهابات الجهاز التنفسي نتيجة تلوث الهواء.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الجهود الدولية التي بذلتها الأطراف والجهات المعنية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، مشيراً إلى أن العالم بدأ يتحرك من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في عام 1992، إضافة إلى بروتوكول كيوتو في عام 1997، فضلاً عن اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015، وبعد كل هذه الاتفاقيات بدأ العالم يضع آلية لاتخاذ قرارات تنفيذية في هذا الإطار، من خلال عقد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP) سنوياً، مشيرا في هذا السياق إلى أبرز تلك الجهود وهي ما تمثل في الدورة الـ 26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والتي انعقدت في مدينة جلاسكو بالمملكة المتحدة في الفترة من 31 أكتوبر – 14 نوفمبر 2021.
ولفت مدبولي إلى أن مؤتمرCOP26 حقق خلال هذه الدورة عدة مكاسب، تضمنت الاتفاق حول تفعيل اتفاق باريس، وكذا الاتفاق حول المدد الزمنية المشتركة لتقديم المساهمات المحددة وطنياً، إضافة إلى تعهدات جديدة للتمويل، لمواجهة ظاهرة تغير المناخ خاصة في البلدان النامية، مؤكداً أن الدول النامية لم تكن متسببة في هذه الظاهرة ولكن أصبح عليها التزام كبقية دول العالم أن تدفع فاتورة التعامل مع هذا الموضوع جنباً إلى جنب مع بقية الدول، مؤكداً أن على الدول المتقدمة التي كانت سبباً رئيسياً في هذا الموضوع أن يكون لها مساهماتها الرئيسية في هذا المجال.
وأضاف أن مؤتمرCOP26 بجلاسكو شهد إطلاق مسارين تفاوضيين جديدين خلال المؤتمر لموضوع تقدير التمويل، والآليات التي سنبدأ بها تنفيذ تلك الإجراءات، لافتاً بصفة عامة إلى مقولة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة متحدثاً عن نتائج COP26 حيث قال : إنها خطوة مهمة ولكنها ليست كافية، لافتاً إلى أنه من هذا المنطلق تأتي أهمية مؤتمر COP27 الذي ستستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الجاري، لكي نضع أمام العالم كله الأطر التنفيذية لمواجهة قضية التغيرات المناخية، باعتبارها قضية تهم البشرية، حيث سيتم التحرك من خلال عدة محاور، أبرزها: خفض الإنبعاثات لتكون هناك أرقام ومستهدفات واضحة على مستوى العالم، بالإضافة إلى موضوع التكيف مع تغير المناخ، وموضوع التمويل، ووجود آلية لتوفير التمويل اللازم، بالإضافة إلى أن يكون هناك آلية للتقييم والمتابعة، للتأكد من أن ما يتم الاتفاق عليه يتم تنفيذه.
وخلال الجلسة النقاشية، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن التجربة المصرية في ضوء المؤشرات الدولية المتعلقة بالمناخ، موضحا أن المؤسسات الدولية المعنية بمجال التغيرات المناخية ترى مصر من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي، رغم محدودية مسئوليتها عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إذ تبلغ مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية 0.6%، وذلك في عام 2015، وهي نسبة ضئيلة للغاية.
وأشار رئيس الوزراء إلى الإشادات الدولية بالجهود المصرية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، مستشهدا في هذا الصدد ببيانات صدرت عن وكالة فيتش الدولية في يوليو 2021 والتي أكدت خلالها أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى الرغم من ذلك، فإن القاهرة وضعت خطة لمضاعفة هذه القدرات لـ 300% خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن مصر والإمارات سيقودان هذه التوجه مع دول أخرى في المنطقة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: وكالة فيتش أكدت أيضا أن مصر ستكون من أسرع أسواق الطاقة المتجددة غير الكهرومائية نموا في المنطقة على مدار السنوات العشر المقبلة.
وتابع: أشارت الوكالة الدولية للطاقة خلال ديسمبر 2021 إلى أن مصر ستكون ضمن 5 دول يتركز فيها أكثر من ثلاثة أرباع (3/4) الزيادة المتوقعة في إنتاج الطاقة المتجددة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدا أن كل هذه الإشادات الدولية تؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية لملف الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار إلى أن ترتيب مصر في مؤشر جاذبية الدول للاستثمار في الطاقة المتجددة يرتفع بصورة ملحوظة، حيث أصبحنا اليوم من أفضل 20 دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بالقوانين والتشريعات التي تشجع على الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، كما تقدمت مصر 20 مركزا في مؤشر السياسة المناخية طبقا لمؤشر أداء تغير المناخ 2022.
واستعرض في هذا الإطار الجهود المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرا إلى أنه منذ اللحظة الأولى كانت هناك توجيهات من القيادة السياسية بتدشين إطار مؤسسي ينظم هذه الجهود، حيث تم إنشاء "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية الوزراء والجهات المعنية لتحديد المهام والاختصاصات بشأن التعامل مع التغيرات المناخية.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة المصرية تتحرك في 5 مسارات رئيسية، حيث بدأنا بتقليل الانبعاثات الناتجة من استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري، ونتجه بقوة لاستخدام الغاز الطبيعي والطاقة الجديدة والمتجددة، وتغيير نوعية الطاقة المستهلكة لزيادة استخدام المصادر الأقل انبعاثا للكربون، وزيادة الطاقة المولدة في نفس موطن استهلاكها.
وأوضح أن مصر من خلال "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، كما تنفذ مشروعات عملاقة في عملية التكيف أو في تخفيف حدة التغيرات المناخية، كما أصدرنا أول سندات خضراء في منطقة الشرق الأوسط، كما تم وضع سياسات مهمة للغاية لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا النوع من الاستثمار مثل تحديد تعريفة الكهرباء وتعريفة تحويل المخلفات إلى طاقة.
وأضاف رئيس الوزراء خلال كلمته إلى أن الحكومة بدأت إنشاء خريطة تفاعلية لمخاطر ظاهرة التغير المناخي، كما وضعت الخطة القومية للموارد المائية 2037، موضحا أن مصر من أكثر الدول فقرا فيما يخص الموارد المائية، قائلا "قضية المياه ستكون محورا أساسيا خلال هذا العام في قمة تغير المناخ COP 27 في شرم الشيخ، حيث سيتم مناقشة كيف سيتعامل العالم مع قضيتي ندرة المياه وتلوث المياه."
وتابع أن مصر لها تجربة مهمة في هذه المسألة وهي الخطة القومية للموارد المائية 2037 والتي تنفذها مصر منذ 5 سنوات، بتكلفة تبلغ أكثر 50 مليار دولار أمريكي، وخلال هذه الخطة تقوم الدول المصرية بتنفيذ مشروعات ضخمة للغاية في تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي، من أجل الاستفادة من كل قطرة مياه موجودة، فمصر من أعلى دول العالم استخداما لكل قطرة مياه أكثر من مرة.
وأضاف في هذا السياق أيضا أن مصر تنفذ أيضاً مشروعات كبرى في مجال ترشيد المياه وتبطين الترع، ومشروعات حماية الشواطئ، من أجل التعامل مع المناطق المهددة من تغير المناخ في شمال الدلتا بالتعاون مع شركاء التنمية.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي أن القيادة السياسية في مصر تتبنى مشروعا هاما وهو تطوير البحيرات المائية، والتي كانت مهملة لمئات السنين، وحدث بها فقدان كبير لمساحتها، ونتيجة لذلك تأثرت جودة المياه بها بصورة سلبية للغاية، واليوم الدولة المصرية تنفذ على الأرض تطويرا كاملا لكل هذه البحيرات.
كما استعرض في هذا الإطار مشروع تطوير بحيرة المنزلة التي تقع على مساحة 250 ألف فدان، والذي بلغت تكلفته حتى الان 2 مليار دولار لتعود هذه البحيرة إلى ما كانت عليه من مئات السنين.
وأوضح رئيس الوزراء أنه فيما يخص الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، فإن الحكومة لديها خطة بأن تصل الطاقة المتجددة 20% من إجمالي الطاقة المتولدة في مصر، وكذلك قبل حلول 2035، ستبلغ الطاقة المتجددة 42% من إجمالي الطاقة المنتجة في مصر بشكل عام، مضيفا أن مشروع "بنبان" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أسوان، والذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال أيام قليلة، وهو من أفضل المشروعات على مستوى العالم في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية تنفذ مشروعا ضخما جداً لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل على مستوى الجمهورية، وذلك لاستبدال الوقود التقليدى "البوتاجاز" بالغاز الطبيعى الذى يعتبر أحد مصادر الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أننا لدينا الطموح والخطوات التنفيذية لبدء إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية خلال العام القادم، منوهاً إلى أن ذلك يأتى ضمن مشروع كبير لاعتماد وقود السيارات على الغاز الطبيعى والكهرباء، وهناك حوافز كثيرة فى هذا الصدد.
وأكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعى تتوافق مع المعايير البيئية، وتتضمن القطار الكهربائي، والمونوريل، والقطار فائق السرعة، بشبكة يصل طولها إلى أكثر من 2200 كم، تنفذ فى بعض سنوات بتكاليف هائلة، لكى نتواكب مع التغيرات المناخية، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة فى هذا الصدد.
وأوضح رئيس الوزراء أن هناك جيلا جديدا من المدن الخضراء، تنفذه الدولة المصرية حالياً، مؤكداً أن هذه المدن تُعد مدنا ذكية تعتمد على فكر المدن المستدامة، لافتا إلى أن جميع المبانى الحكومية سواء فى العاصمة الإدارية الجديدة، أو داخل المدن القائمة، بدأ الاعتماد على الطاقة الشمسية بها، تخفيضاً لاستهلاكها للطاقة التقليدية، منوهاً كذلك إلى برامج تحويل المخلفات إلى طاقة والإدارة المتكاملة للمخلفات، وما يتم فى هذا الاطار من منظومة اقامة المدافن الصحية ومصانع تدوير المخلفات، إلى جانب تحويل الوقود والمخلفات الصلبة لطاقة والبيوجاز.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية تستهدف اقامة نسبة كبيرة من المشروعات الخضراء ضمن المشروعات الاستثمارية التى يتم تنفيذها، موضحاً أن الاستثمارات الخضراء خلال العام المالى الحالى تصل إلى 30 % من الاستثمارات العامة، وأنه من المستهدف خلال العامين القادمين أن تصل هذه النسبة إلى 50% من حجم الاستثمارات العامة للدولة، أى أن ما سيتم تنفيذه من مشروعات بنية اساسية وكذا المشروعات التنموية فهى مشروعات خضراء.
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء إلى أن المشروعات التى يتم تنفيذها فى إطار المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لنحو 60 مليون مواطن، تُعد نموذجا متكاملا لخفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: من المستهدف خلال انعقاد مؤتمر المناخ القادم "COP27"، التركيز على قارة أفريقيا والدول النامية، بحيث تقوم هذه الدول خلال القمة بعرض متطلباتها وأولوياتها فى هذا الصدد، والتنسيق فيما بينها على تنفيذ عدد من المبادرات التى تستهدف تحقيق تواكب هذه الدول مع التغيرات المناخية.
وأوضح رئيس الوزراء أنه على المستوى المحلى فإن الدولة المصرية تعمل على تخفيض معدلات استخدام البلاستيك، وكذا مبادرة للحوافز الخضراء للقطاع الخاص المصري، إضافة إلى مبادرة أخرى لإنشاء شبكة لمراكز الأبحاث المصرية في مجال تغير المناخ، علاوة على استحداث فئة في جائزة التميز الحكومي خاصة بالابتكار الأخضر.
وحول دور الشباب في مواجهة التغيرات المناخية، أكد رئيس الوزراء أهمية هذا الدور، مشيراً إلى أن ما يتم تطبيقه من مشروعات سواء على المستوى المحلى أو العالمى إنما تأتى من أفكار غير تقليدية خارج الصندوق، أغلبها معتمدة على فكر وابداع الشباب حول العالم، مؤكداً فى هذا الصدد على الاهتمام بملف تبادل المعرفة والمعلومات حول هذا الموضوع، وتشجيع الأفكار الابتكارية للشباب المصرى، والتى ستتبناها الدولة خلال الفترة القادمة، تحقيقاً للتصدي للظاهرة، سواء في مجال التخفيف أو التكيف، داعياً إلى عدم التقليل من أى فكرة أو مقترح، لافتاً إلى أن المقولة الخاصة بأن "لا شك فى أن مجموعة صغيرة من المواطنين المفكرين والملتزمين يُمكنهم تغيير العالم"، هى مقولة حقيقية وواقعية، ونأمل أن يقوم شبابنا بذلك خلال هذه الفترة

٠ تعليق


الصحة: تسجيل 951 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا .. و 31 حالة وفاة

  كتبت امل كمال

أعلنت وزارة الصحة والسكان، الإثنين، عن خروج 907 متعافين من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 328051 حتى اليوم.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه تم تسجيل 951 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 31 حالة جديدة.
وأكد أنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
وأشار "عبد الغفار" إلى أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الإثنين، هو 393808 من ضمنهم 328051 حالة تم شفاؤها، و 21995 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن "105"، و"15335" ورقم الواتساب "01553105105"، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف ويمكن تحميله من خلال الرابطين التاليين:
نسخة اندرويد
نسخة ايفون
لا يتوفر وصف للصورة.


٠