كتبت : جيهان الجارحي
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، نظيره السوداني عبدالله حمدوك، في مستهل زيارة إلى القاهرة ، على رأس وفد سوداني رفيع المستوى ، وذلك بعد أسبوع فقط من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم .
وتأتى زيارة حمدوك فى إطار تطور العلاقات "المصرية -السودانية" على مختلف الأصعدة، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السودانية عام 2018 .
إن الزيارة تهدف إلى تعزيز سُبل التعاون المشترك بين الخرطوم والقاهرة في مشروعات الربط الكهربائي والتعاون الاقتصادي والتجاري والزراعي، والربط عبر مشاريع السكك الحديدية، وبحث مستجدات مفاوضات سد النهضة ، وقضية الأمن المائي التي هي بمثابة أمن قومي بالنسبة لمصر والسودان على السواء ، وكذلك متابعة نتائج زيارة الرئيس السيسي إلى السودان الأسبوع الماضي .
استعرض حمدوك خلال زيارته تطورات الأوضاع في السودان ، والجهود المبذولة للتعامل مع مستجدات الأحداث في هذا الصدد، مُعربًا عن تقدير بلاده للدور الريادي لمصر، وذلك من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، والذي أفضى إلى صدور قرار رفع تعليق عضوية السودان داخل الاتحاد ، وساهم إلى حدٍ كبير في دفع الجهود الحثيثة لمساندة السودان ومساعدته على مواجهة مختلف التحديات .
وفي ضوء تعثر مفاوضات سد النهضة ، وإصرار الجانب الإثيوبي على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل ، بحث الجانبان المصري والسوداني تكثيف الجهود والتعاون المشترك ، ومناقشة الاقتراح السوداني بمشاركة المجموعة الرباعية ، المتمثلة في الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة ، في ظل تعنت الجانب الأثيوبي وإصراره على انتهاك اتفاق إعلان المبادئ العربية الذي أُبرم في الخرطوم عام 2015 ، والذي كان من ضمن بنوده عدم مشاركة أي طرف رابع في مفاوضات سد النهضة إلا بعد موافقة الدول الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا ) .. واليوم ترفض إثيوبيا تدخل وسيط رابع وتصر على بدء المرحلة الثانية لملء وتشغيل سد النهضة دون الوصول إلى اتفاقٍ مُلزم ، ومن دون موافقة دولتي المصب ، مصر والسودان !
إن التعاون العسكري الذي شهدته مصر والسودان في الآونة الأخيرة ، والذي يأتي مع التصعيد العسكري بين إثيوبيا والسودان بسبب التنازع على الحدود ، وتدخل القوات الأريترية وميليشيات إقليم الأمهرة الموالية للحكومة الأثيوبية ، وارتكابهم جرائم وحشية في إقليم تيغراي في الشمال الأثيوبي ، ينذر بحرب وشيكة تلوح في الأفق في حال ظل الجانب الإثيوبي على موقفه ووصلت مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود .. فهل ستنزلق كل من مصر والسودان إلى مواجهة عسكرية لحل أزمة سد النهضة مع إثيوبيا التي تعاني توترا واضطرابا في الداخل والخارج ؟!




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق