كتب /أيمن بحر
العراق مسرح الطائرات المسيرة المفخخة تستخدمها فصائل مسلحة ضد المؤسسة الرسمية العراقية والولايات المتحدة الأمريكية. الولايات المتحدة الأمريكية تخصص مكافآت بملايين الدولارات لمن يقدم معلومات عن من يقف ورائها. الخبراء ينسبون تلك الهجمات لفصائل موالية لإيران. لذلك تتجه العراق للترابط العربى.
تحالف جديد؟ زعماء مصر والعراق والأردن يتوافقون على تعزيز التعاون. فى مسعى لخلق تفاهمات بين الدول الثلاث قد تصل الى تحالف جديد، التقى اليوم زعماء مصر والعراق والأردن، فى لقاء تاريخى إذ هى المرة الأولى التى يزور فيها رئيس مصرى العراق منذ 31 عاما.
إجتمع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى بغداد يوم الأحد، فى أول زيارة لرئيس مصرى الى العراق منذ غزو صدام حسين للكويت عام 1990.
وأدت حرب الخليج الأولى الى توقف العلاقات الدبلوماسية بين العراق ومصر لكن العلاقات تحسنت فى السنوات الماضية مع تبادل كثيرين من كبار مسئولى البلدين الزيارات.
وقال الرئيس المصرى إن بلاده تتطلع الى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء سواء فى الإطار الثنائى أو الإطار الثلاثى المصرى العراقى الأردنى والإنطلاق سوياً نحو آفاق واسعة من الشراكة الإستراتيجية الممتدة تهدف بالاساس لتعزيز العمل العربى المشترك وذلك فى إطار مستدام من التكامل الإقتصادى والتعاون الإستراتيجى، خاصةً فى ظل التحديات المشتركة التى تواجه الدول الثلاث.
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن القادة الثلاثة ناقشوا يوم الأحد عدداً من الموضوعات ذات الإهتمام المشترك فيما يتعلق بشئون المنطقة ومنها المستجدات فى القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتعاون الإقتصادى.
وقال البيان: تم التوافق بين القادة الثلاثة حول أهمية العمل المكثف للتوصل الى تسوية سياسية شاملة فى إطار الحفاظ على وحدة وإستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية.
من جانبه، قال مصطفى الكاظمى إن عقد القمة العراقية الأردنية المصرية فى بغداد إنعطافة تاريخية خطيرة فى ظل تحديات وباء كورونا والظروف الإقتصادية الصعبة فى العالم ومكافحة الإرهاب.
وأوضح أن العراق مر بتجربة قاسية فى مواجهة الإرهاب ونجحنا فى القضاء على هذه الجماعات مضيفاً: علينا العمل والتنسيق بين دولنا الثلاث لمواجهة هذه التحديات والعمل على تبديدها من أجل خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة.
وعقد الكاظمى والسيسى والملك عبد الله قمة العام الماضى فى عمّان. وفى فبراير شباط، وقعت مصر 15 إتفاقية ومذكرة تفاهم فى مختلف القطاعات بما فى ذلك النفط والطرق والإسكان والتشييد والتجارة بعدما وافق مجلس الوزراء العراقى فى ديسمبر كانون الأول على تجديد عقد إمداد الهيئة المصرية العامة للبترول بإجمالى 12 مليون برميل من خام البصرة الخفيف لعام 2021.
كما يخطط العراق لإنشاء خط أنابيب يستهدف تصدير مليون برميل يومياً من الخام العراقى من مدينة البصرة فى جنوب البلاد إلى ميناء العقبة الأردنى على البحر الأحمر.
وقالت حفصة حلاوة الباحثة غير المقيمة فى معهد الشرق الأوسط هناك فوائد إقتصادية حقيقية تأتى من هذا التحالف العربى للشركاء الثلاثة لا سيما فيما يتعلق بدبلوماسية الطاقة مضيفة أن ثمة إعتقاد بأن تعزيز العلاقات من شأنه أن يؤدى الى تنشيط الدور الأمريكى فى المنطقة.
وتابعت قائلة الأمل يبقى فى أن بعض جوانب هذا التحالف يمكن أن تسحب العراق قليلاً من فلك النفوذ الإيرانى، لكن دون الإندفاع الى أحضان أمريكا والوقوع فى ثنائية العالق بين واشنطن وطهران.
وتسعى بغداد الى تحقيق تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية فى الشرق الأوسط، أى السعودية والأردن ومصر، وتدعم أيضاً عودة سوريا الى الجامعة العربية.
والتقى وفدان إيرانى وسعودى فى نيسان/ابريل فى بغداد التى تسعى الى أن تتحول الى وسيط إقليمى قوى لتفادى أن يصبح العراق ساحة صراع بين القوى الإقليمية.
وقال المحلل السياسى إحسان الشمرى لفرانس برس إن العراق يسعى من القمة الثلاثية الى "تثبيت سياسته الخارجية فيما يرتبط بالمحيط والمنظومة العربية وتعويض ما يمكن أن يكون ورقة إبتزاز من قبل دول إقليمية وبالتحديد إيران.
وإعتبر أن هذه القمة أيضاً رسالة الى الولايات المتحدة أن العراق لن يكون أحادى العلاقة مع إيران على حساب الدول الأخرى فيما يتوقّع أن يجرى رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى زيارةً للولايات المتحدة لم يحدد موعدها بعد، كما أعلن المتحدث بإسمه قبل أيام. .
ومن شأن أى تهدئة بين طهران والرياض أن تعود بالفائدة على العراق الذى لا يزال يشهد هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تعد ورقة بيد إيران تستخدمها فى كل مفاوضات مع بغداد، بحسب مسئولين عراقيين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق